حتى لا نؤذيهم
12-30-2011 10:09






في المجتمعات حديثة التحضر والمتأثرة بالعادات والتقاليد الاجتماعية سواء أسرية أو قبلية يعاني أفرادها الكثير من الحساسيات تجاه عدد كبير من السلوكيات والمفاهيم ويعتبرونها عيباً أو وصمة كزيارة العيادة النفسية وما في حكمها من أمور أخرى، ومع أن مثل هذه الأمور تتغير بالمحاكاة والتلقيد وبتأثير المادة فمثلاً من زمان كان عيبا الأكل بالشوكة والملعقة أو أن يقدم طعام الولائم على شكل بوفيه مفتوح أو أن يجلس صاحب البيت ضيوفه على كنب، وبمجرد تبني رموز تلك المجتمعات مثل هذه الأمور يتم التغيير من باب التقليد والمنافسة ولم تكن نتيجة قناعة, وهكذا تنفيذ الأمور من سنة إلى أخرى.
وعلى ضوء ذلك ومن خلال ملاحظات علم اللغة النفسي للعبارات, فإن الكثير من المسميات قد تشكل عائقاً نفسيا لدى مثل تلك المجتمعات في عملية التواصل والتفاعل، وعادة ما تستخدم كنوع من الشتائم والعقاب والعدوانية عندما يتم شتم الشخص باسم أو لقب أو انتماء غير مقبول أو مرغوب اجتماعيا وقد يجده بعض الأفراد نوعاً من التفريغ والمتنفس لعدم قدرتهم أو ثقتهم بالمواجهة الإيجابية مع الآخرين, ومن هذا المنطلق ومن خلال العديد من التجارب العملية وجد أنه عندما تم تغيير مسميات بعض المؤسسات الاجتماعية والنفسية إلى مسميات مألوفة ومقبولة اجتماعيا قلت الحساسية في التعامل والعمل في تلك المؤسسات فمثلاً بدلاً من مسمى مستشفيات الأمراض العقلية أصبح هناك ما يسسمى مستشفيات الأمل.. إلخ.
المهم في هذا الصدد أن تحذو وزارة الشؤون الاجتماعية هذا الاتجاه مراعية الجوانب النفسية والاجتماعية في مسميات المؤسسات التابعة لها, فعلى سبيل المثال يفضل أن يتغير مسمى دور أو دار إلى بيت أو نزل أو ضيافة وأن يقترن ذلك الاسم بالعوائل المعروفة فمثلاً بيت عائلة فلان أو بالمشاهير والرموز في المجتمع أو بالأماكن المحبوبة والمعروفة والمشهورة، فهذا يقلل من الأذى النفسي المرتبط بالاسم ويزيد من تفاعل واندماج أفراد المجتمع مع أفراد آخرين من المجتمع يعانون ظروفا خاصة، كما يفضل الابتعاد عن إطلاق مسميات تأخذ طابع الصفة أو العلامة الشخصية التجارية على مؤسسات النفع الاجتماعي أو الإيواء فقد يلتصق ذلك المسمى بالشخص معنويا أو اجتماعيا، وأخيرا يفضل عند اختيار المسميات مراعاة طبيعة أنماط التفكير والسلوك والقيم في المجتمع حتى لا يتحول تعاطفنا وخدمة الآخرين إلى إيذاء ووصمة.
http://www.aleqt.com/2008/09/22/article_13666.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 288


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (12 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.