ضاعت حياتنا هدرا
12-30-2011 05:15



حياة الإنسان المعاصر مقسمة إلى ثلاثة أثلاث, فإذا كان عمره 60 سنة فإن 20 سنة من عمره استغرقها في النوم و20 أخرى في العمل والـ 20 المتبقية للواجبات والحاجات الأخرى كالعبادة والأكل والشرب والعلاقات الاجتماعية والعاطفية ... إلخ. وإذا كان الإنسان يعمل أكثر من ثماني ساعات وينام أكثر من ثماني ساعات, فعمره ـ كما يقول المصريون ـ ضاع هدرا وضاعت معاه كل الآمال والطموحات والأدوار والأهداف, إذا كان فعلاً لديه أهداف ويعرف ماذا يريد غير ما يُملى علينا من واجبات. ويمر الأسبوع والشهر والسنة مرور الكرام بهدوء وبسرعة البرق وصفاته ثم نسمع الرعد عندها ندرك ما حدث ونقول: يا الله حسن الخاتمة على ما فعلناه من أفاعيل تجاه أنفسنا والآخرين. الحريم والرجال, كل واحد يصبح ويلطم على ما ضيّعه من عمر وصبره على الآخر، والأولاد في حالة من البؤس على ما يمضونه من وقت في المدرسة والجامعة وربما يفترض أن يختصر ويفصل على كيفهم لأنهم مستعجلين على الوظيفة كي يضيعوا وقتهم فيها ـ سبحان الله ـ مستعجلون على تعطيل مصالح الناس والإسهام في ثقافة التعطيل, فكل تعطيل ربما فيه خير, وهذه نظرية جديدة في الإنتاجية. إذاً من يقود التغير في تلك المفاهيم؟ وكيف؟ وما أفضل الآليات؟ نحن على أعتاب المشاركة في مؤتمر الحكومة الإلكترونية الثاني لمجلس التعاون، ماذا تغير تجاه التعاملات الالكترونية من المؤتمر الأول إلى القادم؟ فالتقنية هي أحد الحلول للتعامل مع الوقت.
نحن بطبعنا شعب يريد شخصية كشخصية خادم الحرمين الشريفين, عندما قال: أريد بدلاً من الأيام الستة ست ساعات لإنجاز تلك المهمة, فحكوماتنا تريد إنعاشا لمتلازمة مرض الوقت من الوزراء إلى أصغر موظف حتى نتغلب على: أعراض اللجان وعرض تحت الدراسة وأعراض تؤجل، يتم التريث إلى حين ، وسوف، وراجعنا بعدين، وليش يا أخي أنت مستعجل الدنيا ما طارت .. إلخ.
المشكلة أن أعراض مرض متلازمة الوقت متشعبة لا تنتهي إلا بعبارة المصلحة العامة كمن يؤكد شيئا مؤكدا أصلا بغرض نفيه شعورياً حتى يجد له مهربا.
مجرد تنويه:
الإخوة موظفو جمرك البطحاء: تلقيت بريدكم الإلكتروني، فأنتم دون شك موظفون صالحون وتشكلون رافداً لأمن البلد وخزانته، وأشعر بمعاناتكم وسأقوم بنقل تظلمكم إلى من يهمه أمركم، مع احترامي وشكري وتقديري لكل مَن يحقق مفهوم الأمن الشامل لهذا البلد.

www.aleqt.com/2006/03/25/article_4715.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 284


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (15 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.