عندما يخسر الإنسان
12-30-2011 05:35




عندما ننظر لواقعنا المعاصر سنجد من الأحداث الواقعية ما يكشف حجم الخسائر التي يتعرض لها الأفراد من جراء انخفاض مستوى توكيدهم لذاتهم وهو ما يمكن أن يطلق عليه انخفاض قدراتهم على مواجهة الآخرين وقد تكون تلك الخسائر محدودة على المستوى الشخصي أو بمعنى آخر على المستوى الأسري وتتفاقم تلك الخسائر عندما يكون ذلك الشخص قائداً أو إدارياً أو صاحب أعمال فالمشكلة هنا تطول جميع مكتسباته ومكتسبات الآخرين وقد لا نعطي مثل تلك الأمور أهمية في حياتنا خاصة في اختياراتنا أو تعاملاتنا مع مثل أولئك الأفراد إلا أنها تشكل مشكلة نفسية اجتماعية اقتصادية فالاقتصاد جزء لا يتجزأ من تلك التركيبة ومن الصعب في وقتنا الحاضر عزل جانب عن جانب فالمجتمعات أصبحت أكثر تشابكاً وتداخلاً فيما بينها والحياة بالطبع أصبحت أكثر تعقيداً وأصبح التعارض بين المصالح يشكل خطورة على الأفراد والشعوب.
ومن الأبحاث التي قمت بها ومن مشاهدتي لكثير من الحالات التي تعاني من تأكيد ذاتها لاحظت أن الإنسان قد يخسر عندما يكون سلبياً أو عدوانياً أو بالاثنين معا ، فهو عندما يكون كذلك يضيع على نفسه فرصاً كثيرة أهمها التعامل والتفاعل مع الأشخاص المفيدين والمتميزين والذين لديهم الخبرة في حل المشكلات بالإضافة إلى أنه سيكون بيئة مناسبة للأشخاص السلبيين والعدوانيين الذين يسعون لاستغلاله والحط من قدره وقدراته والحد من مكاسبه لتنصب في مكاسبهم الشخصية وعلى حسابه وسيجد نفسه قد اكتسب سلوكيات وأفكارا تسعى إلى النظرة للآخرين من منظور الشك وتسفيه وجه نظر الآخرين ومجهوداتهم والانكباب وراء تصيد أخطائهم وفي آخر المطاف سيجد نفسه قد وضعها في صورة الضحية مع أنه الذي هيأ الظروف لذلك .
والإنسان عندما يكون في إطار مغلق من السلبية والعدوانية إحداهما أو كلتاهما يجد صعوبة في إقامة علاقات وثيقة وصحية أو مستمرة على الرغم من انخداع الناس للوهلة الأولى فمن شده تمركزه حول ذاته يصعب عليه إقامة علاقة متوازنة وندية ويهمل الجوانب الإيجابية في نفسه والآخرين ويركز على الجوانب السلبية كالباحث عن النقطة السوداء في الثوب الأبيض ويسعى إلى توريط الآخرين وإثارة الصراعات فيما بينهم وإذا واجهته المشاكل يعجز عن التصرف فتتراكم عليه فاتورة الحياة ليجد نفسه غير قادر على الوفاء بالتزاماته وقد أكدت الأبحاث أن المتعاطين والجانحين سلوكياً أقل توكيداً ولديهم صعوبة التحكم بمشاعرهم وانفعالاتهم في الموقف والتفاعل مع الآخرين .

www.aleqt.com/2006/09/23/article_6488.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 312


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
2.50/10 (16 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.