عوامل طرد العقول
12-30-2011 06:27




مما لا شك فيه ولا يختلف عليه اثنان أن الخطط الاستراتيجية الصناعية وغير الصناعية في المملكة عندما تأتي إلى موضوع القوى البشرية تشغل بال المخططين، فالعجز الحالي في القوى البشرية وبالذات ذات التأهيل العالي أو الخبرات المتقدمة في جميع مستويات الأعمال مشكلة تؤرق الدولة مقابل الطموحات والأموال المطروحة للاستثمارات، فالعملية تعدت مسألة البطالة التي لها استراتيجية أخرى ويمكن للمملكة القضاء على مشكلة العاطلين عن العمل في وقت وجيز كونهم فئة متطلبات توظيفها بسيطة فغالبيتهم غير مؤهلين وخريجون جدد لأقل من المستوى الجامعي وبعضهم توقف عند مستوى تأهيلي عام محدد سواء بالابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، والقاعدة التوظيفية العامة تستطيع استيعاب أولئك من خلال برامج التوطين والتأهيل على رأس العمل ... إلخ.
إلا أن المشكلة ليست في توظيف العاطلين عن العمل ولا في البطالة للبشر بل في بطالة من نوع آخر وهي تضخم قطاع الأعمال ومؤسسات الدولة وتدفق المشاريع ليست الصغيرة أو المتوسطة، بل المشاريع الكبيرة التي تتطلب مهارات وتقنيات عالية كمشاريع البتروكيماويات المتقدمة ومشاريع المدن الذكية والاتصالات وتقنية المعلومات التي تتطلب مهارات وتخصصات دقيقة أكثر من المتطلبات المتعارف عليها لأي وظيفة .
وفي المقابل وفي ظل الحاجة إلى تلك العقول والخبرات هناك عوامل طرد إنسانية وغير إنسانية تعاني منها القطاعات الحكومية وبعض الخاصة، ففي أحد البرامج الخاصة في إذاعة MBC وهو برنامج "بانوراما" تم طرح قضية هجرة العقول العربية إلى خارج أوطانها، وقلت في ذلك اللقاء إن دول الخليج قد تختلف عن بقية الدول العربية الأخرى فهناك هجرة معاكسة إليها سواء عربية أو غير عربية لوجود كم هائل من مشاريع البنية التحتية على وجه الخصوص والمشاريع المتقدمة تكنولوجياً، ونحن نعاني من فقر في الكوادر إلا أننا والأهم من ذلك في حاجة ماسة للنظر في عوامل الطرد الداخلية المتمثلة في ضعف تأهيل القياديين والمديرين لاحتواء توطين وتوفير وسائل الاستقرار النفسي والمادي للمؤهلين الذين يعملون معهم، فقد يكون ذلك القيادي أو المدير مؤهلاً أكاديمياً ولكنه غير مؤهل في آليات تحفيز وإثابة واكتشاف مواهب فريق العمل لديه ويمارس عليهم الكثير من الضغوط النفسية التي تحبطهم وتجعلهم غير منتجين ومنهم من يستقيل ويذهب إلى عمل حر وآخرون يذهبون إلى مؤسسات أخرى توفر لهم تلك الوسائل الاستقطابية، وأعتقد أننا لا يمكن أن نحقق عملية الاستقرار للعقول وتنميتها وتطويرها وإيجاد قياديين وصنوف من المديرين التنفيذيين من دون مهارات علم النفس الإداري والصناعي، ويمكن قراءة الكثير من الكتب والأبحاث وزيادة العديد من المواقع التي تتناول مهارات هذين التخصصين حتى لا تكون مؤسساتنا في ظل الحاجة عوامل طرد رئيسية.

www.aleqt.com/2007/03/10/article_8144.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 261


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (15 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.