عيال حارتنا
12-30-2011 06:28




ما أحلى أيام الحارة وصداقة عيال الحارة وبراءة بنات وأولاد الحارة وثيابهم المقطعة وشعورهم غير المسرحة ، ولا أحد يسأل عنهم الأهل مطمئنون والحريم والرجال مع بعض يسولفون والأولاد "بنين وبنات" يلعبون ببراءة حتى يتعبون وكل منهم يرجع إلى بيته منهكا لينام في أي مكان .. هذا يوم أولاد الحارة وفي الأعياد والمناسبات هم دينامو الحارة منهم من يركب المراجيح والآخرين كل واحد منهم يقوم بدور بشكل نمطي يصنعون لأنفسهم الفرحة والسرور وأساليب التسلية .
من منا من كان في حارة أيام زمان ولم يعش مثل تلك الأمور التي تعد جزءا من مكونات شخصيته ونواة لنمو الصداقة لديه وما زلنا حتى الآن نَحنُّ لها وكثيراً ما التئم شمل أولاد الحارة بعد ذلك وكل واحد منهم في وظيفة ولديه عيال وكم تكون سعادتك غامرة عندما تلتقي ولد حارتك بالصدفة في مدينة ما وتتذكرون أيام زمان الحلوة .
نمط الصداقة في الحارة زمان يخلو من قلق الأولاد وخوفهم على أنفسهم حتى سكن خوف الأهل على أولادهم وليس كما الآن وعلى الرغم من الصناديق الأسمنتية التي تعيش فيها الأسر وانتهاء روح الحارة والتسابق في رفع الجدران والستائر الجديدة مقارنة بنمط بناء الحارة زمان إلا أن هناك الكثير من المبالغات في الخوف والحماية الزائدة على الأولاد ومحاولة دوكرتهم بقصات شعر وألبسة وكأنهم ذاهبون لحفلة بروتوكولية مما ألغى لدى الولد والبنت حقهم في تحقيق ذاتهم بطريقتهم وألغى لديهم مفهوم نمط الصداقة منذ الصغر ليبحثوا عنها وهم كبار وبنمط مختلف للصداقة .
عندما كنا في حارة المنشية في تبوك ومعنا الدكتور الفنان راشد الشمراني والأستاذ منصور عثمان الزهراني مدير تحرير الجزيرة حالياً، وكثير من الأصدقاء شعراء وكتابا وفنانين وقياديين يصعب ذكرهم في مقالة واحدة كان وقتنا من بعد المدرسة إلى الليل ملئا مرة بكرة القدم ومرة بتناول قصص ميكي ماوس وسوبر مان والعم دهب وبطوط وقصص أخرى .. ومنا من يلعب بالدنينة وأغلب ألعابنا نحن من نصنعها سواء ما كان من مخلفات البسكليتات كالدنينة إلى الطائرات الشراعية ولعب الكركيت المجمعة من الخشب المكسر والورق وكنا ملتهين بتلك الأشياء وتمثل بالنسبة إلينا مصدرا من مصادر الإثابة والتعزيز النفسي ويذكر العالم (سوليفان) في رؤية للصداقة من منظور نفسي أن الصداقة عندما يعيشها الفرد منذ نشأته تؤمن له إشباع الحاجة إلى الأمن وتنمية الشعور بالذات والنضج الانفعالي والعقلي والاستقرار النفسي ويقول العالم (جيزيل) "إن علاقة الصداقة تمضي في مسار تطوري مثل أي سلوك آخر وأنها من ضروريات النمو السليم والسوي حيث تجعل الإنسان يقدر ذاته وتنمو لديه قدرات إدراك مشاعر الآخرين والاكتشاف المتبادل
للذات ... إلخ فيا محلى أيام الحارة وعيالها زمان التي أمدتنا بالنضج على جميع مستوياته.

www.aleqt.com/2007/04/21/article_8564.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 324


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (15 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.