فن تعطيل الناس
12-30-2011 06:36




المملكة تخسر المليارات من جراء البيروقراطية الإدارية بالخلطة السرية السعودية ولا تقتصر ملامحها على طول الإجراءات والاعتماد على الأسلوب الهرمي في الهياكل الإدارية بل تعدت ذلك إلى نوع من الاحتراف والفن لدى الموظفين ورؤساء الأقسام في تطفيش وعرقلة معاملات الآخرين. وكما ذكرت في مقالتي السابقة نحن لا نطبق البيروقراطية كما يطبقها الغرب بل خرجنا من عباءتها إلى نوع من الممارسات السلوكية الإدارية المعقدة والتي لا تعرف لها شخصية محدودة وأصبحنا نجرب كل النظريات والمدارس كلاً حسب تعليمه وثقافته, فمن تعلم في أمريكا غير الذي تعلم في أستراليا أو أوروبا وكل واحد يريد أن يطبق ما رآه في تلك المجتمعات هذا في حال من درس هناك. والغالبية من الموظفين وهم الشريحة الكبرى يعملون بأسلوب إداري يقوم على نظرية المحاولة والخطأ، فأغلبهم تعين في وظيفته من باب الضمان الاجتماعي وإن الوظيفة الحكومية تتمتع بميزة الأمان الوظيفي ولا تشترط الجودة النوعية أو الشاملة وليس هناك مقياس للأداء والكفاءة والإنتاجية وبالتالي دخل معترك الوظيفة وهو صفحة بيضاء دون أي دورات في أسلوب الوصف الوظيفي والتهيئة للعمل وإجراءات العمل التي يقوم بها ولم تقدم له أي معلومات مبدئية عن الرؤية والرسالة وأهداف المؤسسة التي يعمل بها وبالتالي فإن أغلب سلوكه الوظيفي يقوم على الاجتهادات الشخصية والمزاج والأمور الشخصية التي ليس لها علاقة بالعمل. وعندها يسيطر ما ذكرته من أبعاد شخصية ومعرفيه على العمل .
ينحرف العمل عن البيروقراطية كنظام إداري إلى نظام يقوم على الأبعاد الشخصية المزاجية والمصلحيه ونلمس ذلك عند مراجعة الدوائر الحكومية التي تقدم الخدمات المباشرة للمواطن كالبلديات والأحوال المدنية وغيرها من الدوائر وبالذات التي لا توجد بها أنظمة تطبيقية إلكترونية تحدد مسار وإجراءات التعاملات الإدارية.
وعندما تراجع إحدى تلك الدوائر تكون على أعصابك وينقلب المفهوم لتلك المؤسسات والموظفين العاملين بها من أناس وضعوا لخدمة الناس وتذليل الصعاب عليهم إلى ناس متفضلين على طالب الخدمة وياويلك ويا سواد ليلك إذا كنت توكيديا وطالبت بحقك كمواطن في إنهاء إجراءاتك بيسر ففي هذه الحاله ينقلب عليك الموظف ويتفنن في إثقال كاهلك بالإجراءات وتطبيق الأنظمة بحذافيرها وبصماتها وتنوينها وكأنك تذكره بهذ الأنظمة واللوائح لأول مرة وإذا غضب عليك أو كان مزاجه متعكراً أو إذا اشتكيته عد معاملتك إما ضائعة أو تحتاج إلى سنة حتى تنتهي وهنا تبرز عملية استغلال بعض الموظفين لمناصبهم باستخدام "فن" المماطلة من أجل الحصول على منفعة ما لرشوة أو منافع أخرى.

www.aleqt.com/2007/06/23/article_9196.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 299


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (15 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.