المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
قالوا انفخ يا شريم .. قال ما من براطم
قالوا انفخ يا شريم .. قال ما من براطم
12-30-2011 06:43



مشكلة الأمانات والبلديات بدأت تظهر إلى السطح ويتناولها الإعلام والرأي العام بشكل شبه يومي، لأنها هي روح المدن والوجه الحضاري لأي عاصمة أو مدينة متحضرة أو عالمية.
اليوم نحن أمام عقبات وتحديات تواجه تلك الإدارات ولن نتناول التحديات، لأنها مرتبطة بالتنافس وغيره من الأمور التخطيطية والتنفيذية، ولكن العقبات قد تمنع أي نشاط وتؤدي إلى الاحباطات إذا لم تحل عاجلاً، وهي نابعة من داخل المؤسسة البلدية وتتمثل في القوى البشرية، فنحن اليوم لا نتكلم عن موارد مالية لأنها متاحة ولكن تلك الموارد لن يكون لها الأثر والفائدة والنتيجة إذا لم تجد قوى بشرة فاعلة ومستقرة وتشعر بالأمن الوظيفي، وكما يبدو أن المجالس البلدية قد اكتشفت ذلك مبكراً وأدى إلى إحباطها أيضا مبكراً، وعندما نزلت إلى الواقع والميدان اتضح لها أن البلديات تعانى الضعف والترهل الإداري والفني والفساد الإداري فما كان منها إلا الصمت لأن تلك الجهات هي الذراع التنفيذية للمجالس البلدية.
المهم هنا أن جسم البلديات المتمثل في القوى البشرية يعاني مشكلات كثيرة أهمها تسرب الكفاءات السعودية كالمهندسين وما في حكمهم، لأن الرواتب والحوافز الخارجية لا تقارن بما يقدم لهم وما هو مطلوب منهم وكانت الشركات والقطاع الخاص الرابح الأكبر في استقطابهم، مما أدى إلى تفريغ البلديات والأمانات من الكفاءات ومن محتواها, وما كان من البلديات إلا التعامل مع الواقع بتكليف بديل عنهم من القوى البشرية الأقل تأهيلاً وأقل دخلاً من الوظائف الصغرى الذين يعملون على بند الأجور وفي المقابل مطلوب منهم أعمال وأفكار وإشراف ومتابعة لا تتوازى مع المسؤوليات والإغراءات, وأصبحوا يعملون من باب المواطنة التي وجد بعضهم أنها لا تؤكل عيشا فكانت هي النكسة على مستوى الأداء والمعنويات وبعض الأخلاقيات، وأصبح رؤساء البلديات وبعض القياديين الذين لديهم أفكار ويريدون أن يعملوا شيئا أمام واقع محبط وصراعات مع المجتمعات المحلية واضطروا إلى العمل بسياسة إدارة الطوارئ .
لا أدري لماذا لا تحل الأمانات هذه الإشكاليات ببرامج التشغيل الذاتي كما فعلت الصحة، وليس المقصود هنا برامج التشغيل والصيانة التي هي كارثة من الكوارث على كل الأصعدة لما فيها من تلاعب ولف ودوران وسوء أداء.. أعود إلى برامج التشغيل الذاتي فهي برامج تتميز بالمرونة واللامركزية في التوظيف والصلاحيات وترتبط بالإنتاجية والأهداف المحددة القابلة للقياس ولها كادر وظيفي ومميزات مادية تقوم على الاستقطاب والتنافس وتحقق مستوى معيشيا وأمانا وظيفيا أفضل بكثير من النظام الحالي للخدمة المدنية، إضافة إلى أن مثل ذلك التشغيل سيكون تحت مظلة الدولة وسيحقق استثمارات متعددة على مستوى الخدمات والبنية التحتية للمدن وعوائد أكثر من رائعة على المستفيدين.

www.aleqt.com/2010/05/24/article_397117.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 312


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (15 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.