قدرات ولكن عُطلت
12-30-2011 06:44




أغلب الشعوب في العالم تجاوزت مرحلة الجدل لكثير من المصطلحات التي تتعلق بالسلوكيات البشرية، وأصبحت هناك رؤية واضحة من تلك المصطلحات والسلوكيات، وفي ضوء ذلك فقد تجاوزت تلك الشعوب إشكاليات عديدة تتعلق بسلوكيات المجتمع لترتقي إلى مرحلة أكثر تطورا هي الكيفية التي من خلالها توظف تلك السلوكيات والأفكار لصالح البشرية وعلى رأس قائمة تلك المصطلحات مصطلح الإعاقة وهل يطلق على المعوق من ذوي القدرات الخاصة أو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
في الحقيقة نحن نظلم أولئك البشر عندما نطلق عليهم مصطلح ذوي الحاجات الخاصة ونفرض عليهم إطارا مظلما ومحبطا من جراء ذلك المصطلح الذي لا يعبر عن حقيقة قدراتهم، وعندما نضع المعوق في إطار محدد من العطف وليس التعاطف، وفي إطار من الأخذ وليس العطاء فإننا في هذه الحالة نعطل قدراتهم ونجعلهم فئة غير منتجة وغير مساهمة في بناء الإنسانية والمجتمعات، بينما هم عكس ذلك، وعندما نضعهم في إطار الفئة من المجتمع التي هي بحاجة إلى احتياجات خاصة فكأننا تؤكد قضية سلوكية غير منطقية، فالحقيقة والواقع أن الناس جميعا من ذوي الاحتياجات الخاصة سواء من منطلق العمر أو المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، الطفل له احتياجات خاصة والمراهق له احتياجات خاصة والشاب له احتياجات خاصة، والمسن له احتياجات خاصة، وهكذا لن تنتهي المعادلة عند مرحلة عمرية أو غيرها إذا أخذناها من هذه الزاوية المهمة.
منظمة العمل الدولية أكدت هذه الإشكالية في تقريرها الذي نشرته "الشرق الأوسط" عندما أوضحت أن هناك أرقاما وصفت بالمخيفة، إذ قال التقرير إن العالم يخسر 1.5 تريليون دولار سنويا نتيجة تعطل طاقات 70 في المائة من المعوقين حوله، وعندما قرأت ذلك المحتوى للتقرير تأكدت لدي إشكالية ما نطلقه من مصطلحات التي بدورها تصبح أحكاما وعدم إعطاء فرص ونظرة عطف وسلسلة من التجاهلات والأفكار غير الواقعية ولا المنطقية عن إخواننا وأخواتنا من ذوي القدرات الخاصة.
الحقيقة نحن من لا نعطيهم حقهم في ممارسة قدراتهم ونحن من نجعلهم معطلين، بينما الحقيقة العلمية تؤكد أنهم يملكون من القدرات والإبداعات ما تجعلهم منافسين وعباقرة وموهوبين بعيدا عن وصايتنا على حريتهم وحقوقهم ونتركهم دون منافسة منا وسيطرة لكي يمارسوا حياتهم ويكتشفوا قدراتهم فهم لا يريدون اعترافا بتلك القدرات بقدر ما تتاح لهم الفرصة وتوفر لهم الإمكانات والحق في العيش الكريم.

www.aleqt.com/2007/12/01/article_10762.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 297


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (15 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.