|
قيمة الانسان
12-30-2011 06:47
لو أن الكثير من الناس كان لديهم الإحساس بالقيمة الذاتية لأنفسهم لاستطاعوا أن يكسبوا المزيد من احترام الذات والتوافق وسينالون قسطاً كبيراً من النجاح والتفوق إلى جانب المزيد من التوافق مع أنفسهم ومع الآخرين.
وعندما يفقد الإنسان ذلك الإحساس يصبح أنسانا عدوانياً ظالماً لا يتمتع بالعقلانية الانفعالية ومنطق الحياة ويصبح أبعد ما يكون عن الواقع ويترتب على ذلك جمل من الممارسات السلوكية الخاطئة والنظرة إلى الأمور من منظار سلبي، ويقدر الأمور تقديراً سلبياً ويؤول ويفسر سلوكيات الآخرين تفسيراً سلبياً يدور حول الشك والشعور بالاضطهاد والغيرة والحقد والحسد بالإضافة إلى نمو الكثير من المعتقدات الخاطئة التي تشكل نمط وسمات تفكيره وشخصيته ومنها ما يؤدي به إلى الهلاك.. وعندما يراد بأمة بث روح الصراع والفتنة فإن المدخل إلى ذلك تحطيم تقدير الناس لأنفسهم.
وربما يعتقد الكثير من الناس أن كلمة تقدير الذات مسألة عنوان لموضوع نفسي عام، ولكن الحقيقة تقدير الذات هو مجموعة من الإشباعات لحاجات أساسية تشكل بناء الإنسان جسدياً ونفسياً وعاطفياً وانفعالياً وفكرياً وعقائدياً وتلك الحاجات ليست مطالب يمكن تأجيل إشباعها في وقت لاحق من أعمارنا أو مسألة ترف بقدر ما هي منظومة من الحاجات المرتبطة يبعضها البعض والتي في النهاية تشكل سلوك تقدير الذات للإنسان وهي في الوقت نفسه ممارسات عملية وليست نظرية عندما يمارسها الشخص في حياته يجد انعكاساتها على نفسه وعلى من حوله.
وقد شغل ذلك الكثير من العلماء وبالأخص علماء النفس وكان شغلهم الكيفية التي يحقق بها الإنسان ذاته في ظل ظروف اجتماعية تتميز بالمعايير المزدوجة والخدع النفسية اللاشعورية التي يعيشها أفراد مثل تلك المجتمعات وكيف يحمي الإنسان ذاته من المرض في مثل تلك المجتمعات.
في الحقيقة وبصفتي أحد ممارسي العلاج النفسي لا أخالفهم الرأي، ولأن الموضوع أكبر من مقالة صحفية وربما لو فندناه سيصدم الكثير.. أفضل أن يناقش الموضوع على يد خبراء وأصحاب فكر كمشروع وطني تكون له أولويات تبدأ بمن يعملون في التربية والتعليم لاعتبارات عديدة ثم تكون هناك برامج موجهة مقننة على الأسرة السعودية وكما يبدو فالأمر بدأ من خلال تجاوز الخط الأحمر للكثير من السلوكيات.
www.aleqt.com/2006/01/28/article_4175.html |
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|
0 | 
0 | 
316