لئلا يودعوا المصحات!!
12-05-2011 07:06


استضافتني إذاعة القرآن الكريم، للحديث عن بعض المشاكل والأمراض النفسية ونحوها .. وقبل نهاية الحلقة سأل المذيع عن كيفية التواصل مع المستمعين، فزودته بالرقم، ما لاحظته ذلك الكم الهائل من الاتصالات يسأل خلالها المتصلون حول الكثير من القضايا والمشكلات النفسية التي تؤرقهم، وتوجد عدة أسباب تمنع الكثير منهم من الذهاب إلى العيادات الاستشارية المتخصصة في العلاج النفسي؛ إما بسبب ظروف مالية أو أسرية أو غيرها من الأسباب التي تتطلب المزيد من السرية، فضلا عن المخاوف التي تؤرقهم من وصمة المرض النفسي، إلى جانب مخاوفهم من استخدام الأدوية النفسية وأمور كثيرة تمنعهم وتجعلهم يعانون ويبحثون عن أي مساعدة أو استشارة أو إرشاد متخصص.

بفضل الله، استطعت بالإمكانات المتاحة إزالة الهم والغم والفهم الخاطئ عن كثير من تلك أصحاب الاتصالات وإنقاذ من كان منهم يحاول إيذاء نفسه سواء بالانتحار أو غيره، وتدريب آخرين وتعليمهم طرق العلاج الذاتي وبرامج تطوير الذات المقننة والمدروسة من قبل علماء النفس العيادي والإرشادي، وكل هذه البرامج متاحة في العالم ولها مرجعيتها العلمية والعملية ولها الجمعيات العلمية المتخصصة.

في الحقيقة يوجد من الناس من هو تائه ويحتاج لبريق من الأمل لتحسين صحته وعيشه وثقته بنفسه تجاه ما يعانيه من مشكلات واضطرابات نفسية.

الكثير من الناس بحاجة إلى من ينقذهم من أن تتطور حالاتهم ويتجهوا إلى التعود على الأدوية أو المخدرات أو أن يؤذون أنفسهم وذويهم. الناس بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويعلمهم الطرق الجيدة في تطوير الذات وتنمية الشخصية والسيطرة على القلق والأفكار الخاطئة التي تؤدي بهم إلى الاكتئاب وتزيد من إحباطهم وفي آخر المطاف يصحبون قدرات ولكن غير منتجة ونافعة.

اليوم هناك ارتفاع غير مبرر في حالات الطلاق وبالذات في السنوات الأولى من الزواج، واضطرابات في العلاقات وإدمان، فضلا عن الكثير من المفاهيم السلوكية المضطربة وسوء فهم وشكوك وسوء ظن ومعتقدات خاطئة وأفكار سلبية تؤدي في آخر المطاف إلى مشكلات نفسية واجتماعية وصحية وتقلل من فرص التفاهم والمشاركة والعيش المشترك والمصالحة مع الذات وتقدير الذات والآخرين وتقلل أيضا من فرص التفاعل والتعامل الإيجابي بين الناس، مما يتطلب تبني الدولة وجمعيات المجتمع المدني برامج إرشادية وعلاجية بكل الوسائل المتاحة وأن تكون مجانية وليس فقط عبر المصحات النفسية، فلا نريد أن تتفاقم الأمور حتى يصل الأمر إلى مجرد إيداع المحتاج للعلاج في إحدى المصحات، بل نريد أن نرشد المحتاج ونعلمه ونقيه، وهذا لن يتم إلا من خلال البرامج ومراكز الاتصال والبرامج التفاعلية الإلكترونية وفتح المكاتب للإخصائيين النفسيين في المدارس ومراكز الرعاية الصحية الأولية.. المهم أن نوفر للشخص الوسيلة السهلة والمتاحة وغير المكلفة لطلب الخدمة سواء استفسار أو استشارة أو علاج للتشجيع على طلب الاستشارة والعلاج.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 389


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
7.00/10 (1 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.