احذروا مسؤولي الظل!
12-28-2011 05:49




د. عبد الله الحريري
أغلب القيادات عندما تصل إلى مرحلة القيادة يكون غالباً أكبر طموح لها، وأكثر شيء يسعدها ويفرحها، رضا الناس عنها. وهنا أتكلم عن القيادات التي لا تعاني جنون العظمة والفراغ الفكري، بل القيادات المتوافقة مع نفسها ومع الآخرين، والتي لا تعاني التمركز حول الذات، والتي تنظر إلى المنصب على أنه تكليف وليس تشريفا، والتي تتمتع بذكاء عاطفي واجتماعي، والتي لها أحلام جماعية ورؤيا وأهداف واضحة، والتي سعادتها من سعادة الآخرين ورفاهيتهم وتقدمهم.
إلى حد هنا الأمور تمام التمام ولكن هذه الشخصية القائدة لا يمكن أن تعمل لوحدها بل من خلال منظومة مؤسساتية تبدأ من مدير المكتب وما أدراك ما مدير المكتب، ذلك الشخص هو المفتاح للداخل والخارج لمكتب وعقل وحياة وثقة ذلك القائد أو المدير وعلى ضوء ذلك يعطيه الجمل بما حمل للدرجة أن مديري المكاتب عادة ما يسمون بمسؤولي الظل أو المديرين غير المتوجين. وعلى ضوء ذلك فمدير المكتب لا بد أن يمر من خلاله الجميع من وكلاء ومديرين عامين وموظفين ومراجعين. وعادة ما يحاولون كسب وده لأنه يملك المفتاح للدخول إلى مكتب وقلب رئيسه، ويحاولون تلبية طلباته حتى لو كان ذلك على حساب النظام والقانون.
مدير المكتب المتذاكي عندما يرفع السماعة على أحد، أول ما يبدأ كلامه بكلمة بناء على توجيهات معاليه أو سعادته لأنه يعلم أنه لن يتجرأ أحد على سؤال معاليه أو سعادته على الأقل من باب الاحترام والمسؤولية أنهم من وجهوا بذلك.
مدير المكتب عندما يتجبر ويتكبر ويملك شفرة افتح يا سمسم، هو أول من يقود لعبة الفساد في أي مؤسسة ويصبح المايسترو لها، وحتى يرضى عنك لا بد أن تصبّح وتمسي عليه مع المزيد من الابتسامات والكثير من المديح والثناء.
مدير المكتب هو رأس البطانة سواء كانت فاسدة أو غير فاسدة لأنه يملك من الصلاحيات غير المكتوبة ما لا حدود لها، فرئيسه الذي يثق به عادة ما يكون مشغولا أو كثير الأسفار والاجتماعات. ويبقى صاحبنا يمارس صلاحيات رئيسه بالطريقة التي (يشوفها).
المسؤولون مع الوقت يصابون بنوع من الإحباط نتيجة الضغوط التي عليهم، مما يجعلهم لا يدققون كثيرا على عمل مديري مكاتبهم مما يجعلهم معزولين عن المستفيدين من خدمات أجهزتهم، وبالتالي يغردون خارج السرب، وتمنع من الوصول إليهم الكثير من المطالب والتجاوزات، لذا عليهم أن يتخذوا إجراءات جريئة لوقف تجاوزات مديري مكاتبهم، والتواصل مع الناس عبر المواقع الاجتماعية، أو تخصيص بوابة في مواقعهم الإلكترونية لا يفتحها إلا المسؤول بنفسه ودون مساعدة أحد، فالمجتمع لن يسمح لأي مسؤول أن يجلس في برج عاجي مشغول طوال الوقت عن الناس، ويطلق على نفسه مسؤول.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 439


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
3.00/10 (13 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.