المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
كيف تصل إلى عنوان تدمير الذات؟
كيف تصل إلى عنوان تدمير الذات؟
12-30-2011 07:26




يطالب الناس بالكثير من التفهم والمدح من الآخرين والثناء على ما يقومون به من تضحيات على أكثر من مستوى من مستويات العلاقات حتى على مستوى العلاقات بين الشريكين. ويعتبر أولئك الناس أن مجرد أي إهمال أو تقاعس أو انشغال يعتبر نوعاً من الإهانة ويشعرهم بالإحباط والاكتئاب وسوء الفهم.
الناس أيضا يتضايقون من أشكالهم ويضايقهم الناس الآخرون خاصة عندما يكونون زائدي الوزن وقد يتشكل لدى الناس نوع من الانطباعات الشكلية عن أشكال الناس ويحكمون علي ضوئها بأن فلاناً خفيف الدم أو ثقيل الدم أو سوقي أو مثقف وكثيراً ما يركز الناس على الجسد كعنصر رئيس لتقييم الناس.
هناك عدة قصص لهذه العمليات تمس تقديرنا لذاتنا من الداخل ومن الخارج فإذا كان الإنسان مهزوزاً من الداخل ويقدر ذاته تقديراً سلبيا أو يكسر من مجاديف نفسه ويتعامل مع نفسه فإن تقديره لذاته سيكون منخفضا ويصبح عرضة لاعتلال صحته النفسية والجسدية وتكون تجربته الذاتية غير ثرية بالتجارب الحياتية والمعرفية الإيجابية وهنا يعيش أزمة تقدير للذات. وعلى مستوى آخر فإن الإنسان عندما يقيم الآخرين من مستوى منظوره الداخلي عندما يعاني من تقدير لذاته فإن تقييمه سيكون سلبيا وينعكس ذلك على أزمة اتصال وعلاقات غير صحية مع الآخرين لأن التقييم الداخلي المنخفض لذاته انعكس على الآخرين الذين لن يجد أحداً منهم ينصت له كونه لا يملك السيطرة عليهم فهم شخصيات بطبعها مؤكدة لذاتها ومستقلة عنه.
ولقد وضع علماء النفس معايير قياسية لمعرفة الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير عال لأنفسهم التي منها السهولة في التعامل الحياتي وعدم وجود مظاهر للتوتر في كلامهم أو لغتهم البدنية ويمارسون الرياضة بشكل منتظم ولديهم هوايات محددة إلى جانب اهتمامهم بنوعية التغذية ولا يورطون أنفسهم في عادات نمطية أو مضرة ولديهم رؤيا واضحة للغير وأهداف محددة ويتمتعون بالصراحة والتعبير الصريح دون لف ودوران أو مواربة ودون المساس بكرامة الآخرين إضافة إلى تمتعهم بالتفاؤل والحديث عن المستقبل بحماس وبعيدين كل البعد عن الشكوك والظنون والريبة ومعتمدون على أنفسهم بعيداً عن المجازفات والأمور غير المحسوبة كذلك قدراتهم على تكوين والاحتفاظ بالعلاقات الاجتماعية وتطوير الذات وعدم إهدارهم الوقت وقدرتهم على التعاطف والتسامح وحسم الأمور بشكل منطقي وعقلاني وواقعي. وأخيراً قدرتهم على الوقوف بصلابة للوفاء بحاجاتهم وحقوقهم على قدم المساواة وعدم انشغالهم بالشائعات وملاحقة أخبار الناس السيئة وإيذائهم والاعتقاد بأن الناس أحرار وليس من حق أي شخص المساس بحريتهم أو كرامته. وإذا أردت ألاَّ تصل إلى عنوان تدمير ذاتك اتبع المعايير السابقة.

www.aleqt.com/2007/02/24/article_8007.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 317


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (15 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.