كيف تفصل مديرك؟
12-30-2011 07:29




ما يعانيه القطاع الحكومي في المملكة من سيطرة فئة من أصحاب مدارس غير معروفة في الإدارة وهم فئة المخضرمين المعتقدين بأن المركزية هي السلطة والسيطرة وأن اللجوء للامركزية يعني فلتاناً إدارياً وضياعاً للهيمنة وعدم التحكم في مقاليد الأمور كنوع من أنواع ميكانيزمات الدفاع اللاشعوري عن المنصب ومشكلة الخوف والقلق التي يعانون منها.
وقد يطلق عليهم بأنهم بيروقراطيون مع العلم بأن البيروقراطية تعني الالتزام بأنظمة محددة واحترام سلسلة من الإجراءات إلخ... وهي مدرسة من المدارس الإدارية الكلاسيكية لكن على ما يبدو أن أولئك ليسوا من أنصار المدارس الإدارية يقررون ما يؤكد آراءهم ومعتقداتهم الشخصية لتفرض على الآخرين.
مشكلة الإداريين عندما يتملكهم الخوف ينعكس ذلك على أدائهم وعلى قراراتهم وتصبح قراراتهم أكثر تركيزاً وتمركزاً حول الجوانب السلبية ما يعزز مشكلة الخوف اللاشعوري لديهم ويوجد مجموعة من الفوائد من الخوف الذي يصبح مؤذيا لهم بدنياً ونفسياً وينعكس ذلك الأذى على الجانب الاجتماعي والاقتصادي ومستوى النمو والتنمية للبلد إلى جانب بعض المكاسب الثانوية وغالباً ما يصبح الخوف من المسؤولية سمة من سمات شخصياتهم تظهر بشكل تصرفات لا شعورية والمبالغة في المخاوف والنتائج لأي قرار وتضخيم السلبيات مقابل الإيجابيات والنظرة إلى بعض الأمور نظرة كارثية ما يوجد لديهم نوعاً من العادات النمطية كالدوران في حلقة مفرغة ويبعدهم كثيراً عن الحلول لأي مشكلة أو قضية وقد وجد أن مثل أولئك الإداريين يتمتعون بقوة الولاء وحفظ القوانين والانصياع والخنوع والسلبية (أي لا يهش ولا ينش). ومن ثم أنهم أكثر بقاء في المناصب لأنهم لا يثيرون مشكلات بشكل مباشر ولكن بالوكالة وبواسطة الحمقى ويطيحون بمديريهم بأسرع ما يمكن، ومحتوى أفكارهم من النوع النمطي المتحجر الذي لا يؤمن لا بالحل الأوحد، ومن شدة تعلقهم بحفظ الأنظمة واللوائح والتعاميم يصبحون كبنك للمعلومات وهو ما يجعل الضعفاء من المديرين يتعلقون بهم ويحتوونهم ولكن في آخر الأمر سيكونون أول ضحاياهم.
وإذا أردت أن تطيح بأي قيادي أو مدير ناجح فازرع تحته مثل أولئك فسرعان ما يقضون عليه وعلى طموحاته. وبنظرية الحرب الباردة التي يديرونها باحتراف ستجده مصابا بأزمة قلبية أو بمرض مزمن.
إن اللامركزية والتعاملات الإلكترونية هي عدوهم الأول فهذه أساليب سلوكية ومعرفية للتعاملات تدعم الإبداع وتحمل المسؤولية والمشاركة في اتخاذ القرار والعمل بروح الفريق الواحد وتقلل من الضغوط إلى جانب كونها تحقق الكثير من المعززات للسلوك الإداري وتتعامل مع الزمن باحتراف. وكما يبدو فإن أكبر معوق ستشهده التنمية في ظل التغيير والإصلاح هي الأمية المعرفية وليست الأبجدية إلى جانب الثقافة العامة للقياديين والمديرين التي ستسهم في تطوير السلوك المعرفي وتجعله يتمتع بالمرونة والإبداع والتجريد الذي يقوي قدرت الإنسان على النظرة لما وراء الأمور الشكلية.

www.aleqt.com/2007/05/12/article_8776.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 325


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (16 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.