لنصم عن الاستهلاك!
12-30-2011 08:06




السعودية من أكثر الدول التي تنفق المليارات على علاج الأمراض المزمنة كالضغط، السكري، وأمراض الأوعية الدموية والقلب، وما يترتب على تلك الأمراض من مشكلات صحية أخرى، وأيضا فإن 20 في المائة من سكان المملكة بدناء وعلاجهم يكلف الدولة أكثر من عشرة مليارات ريال، ويعود ذلك إلى نمط الحياة المعيشي من عادات سلوكية وفكرية كممارسة الرياضات المختلفة وأسلوب استهلاك وتناول الغذاء والكثير من العادات الفكرية غير العقلانية.
وفي ظل تفشي الأمراض التي يعود أغلبها إلى العادات الغذائية غير الصحية والإفراط والتفريط في تناول المواد الغذائية فنجد هناك تخوفا وخوفا من ارتفاع تلك الأسعار وقلق الناس من عدم استطاعتهم الحصول على المواد الغذائية علما أن المتوسط وما فوق المتوسط في المجتمع السعودي نجده أقل الناس تضررا وأكثرهم استهلاكا وتبذيرا ومبالغات في التخزين والأكل وكأنهم سيموتون جوعا.
لقد تعودنا الاستهلاك غير المبرر، كما يحدث للأسعار من ارتفاع غير مبرر ونجد أنفسنا مصابين بحالة من الهلع والخوف من فقدان المواد الغذائية فنتجه إلى تكديسها وشراء الثلاجات للتخزين وفتح المخازن في كل مكان في البيت، ولنا عبرة في شهر رمضان المبارك عندما نهجم مسعورين على المواد الغذائية لشرائها وتكديسها من أواخر شعبان ونمر بحالة صعبة من الاكتئاب والتفكير فيما نأكل وكيف ومتى وكم الكمية وكيف نستطيع أن نترك التدخين ونصبر على الكبسة ويصاب الموظفون بحالة نفسية من الأعراض الانسحابية والرغبة في النوم ويفضلون أن يكون رمضان كله إجازة وكأنهم خائفون من أن تذهب الشحوم المكتنزة في أجسادهم التي تعبوا كثيرا طول السنة وهم يكنزون فيها.
الحقيقة ليست القضية قضية ارتفاع أسعار فقط بقدر ما هي ارتفاع في مستوى الرهاب والاكتئاب لفقدان الأكل وكأننا – عايشين - في مجاعة، مع العلم أن الناس لو اتخذوا قرارا مع أنفسهم بتخفيض الاستهلاك الشهري إلى 30 في المائة مع التنويع في الأكل سيعيد الموردون والمنتجون قراءة حساباتهم وسيبحثون عن بدائل ترويجية لزيادة الطلب والتشجيع عليه مقابل العرض المتزايد والمخزن في المستودعات، ولو أن الناس قرروا أن يتركوا التدخين ليوم أو لأسبوع وأن يمتنعوا عن شرب الحليب لمدة أسبوع وترك اللحوم والكبسة المشبعة بها لتحسنت حالتهم الصحية والنفسية والاقتصادية وانخفض التخضم وانخفض ما يصرف على الأدوية والسمنة.
الدولة يجب ألا تنجر خلف علاج مشكلة التضخم فقط دون أن تنتبه لبرامج التوعية الاستهلاكية فنحن أمام مشكلات استهلاك للماء، الكهرباء، والغذاء، ولسنا أمام مشكلة تكدس وارتفاع الأسعار.

www.aleqt.com/2008/01/12/article_11179.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 275


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (17 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.