|
استثمار على العمياني
12-28-2011 06:02
|
د. عبد الله الحريري
في الحقيقة بدأ يساورني الشك في وطنية بعض متخذي القرار ولو أن الكلمة كبيرة إلا أن مفهوم الوطنية كما أفهمه ليس شعارات بل هو عمل فعال ومخلص لصالح الوطن الذي ينتمي إليه.. وإذا كان ذلك العمل يسعى بشكل أو بآخر.. أو بشكل مباشر أو غير مباشر إلى وضع العراقيل وفن تعقيدات الناس فهذه مشكلة سيتضرر منها الوطن ومن فيه وستكون الخسائر على المدى البعيد كبيرة فهؤلاء عادة ما تكون أفكارهم محددة بإطار زمني ومكاني، ومنصب محدد يحاول أن يغطي على قدراته وإمكاناته ومصالحه ومصالح غيره بالمزيد من بث روح الخوف والشعارات التي في ظاهرها ينجذب إليها الناس بينما هي إدارة "من خاف سلم"، وإدارة سد الذرائع ومجموعة من المفاهيم الإدارية المغرقة في البيروقراطية وتطفيش الناس وأعتقد أن أولئك الأفراد في المجتمع سيكونون بدون شك أول معول هدم في التنمية ومحبطين للأفكار الطموحة التي تهدف إلى الإسراع ومواكبة للتطورات العالمية وتسهيل القوانين والإجراءات التي تساعد على جذب المستثمرين وتوفر مناخ صحي بدلاً مما نشاهده من شكاوى وتذمرات وانتقادات وفنون عرقلة أعمال الناس وإحباطهم وتطفيشهم ومع ذلك كل واحد جالس منهم على كرسيه ويعمل ضد مصلحة البلد وبمفرده وبأفكاره الذاتية التي غالباً ما تكون غير واقعية ومنطقية.
وإذا كان من حق المواطنين ممارسة مواطنتهم باستثمارهم في بلدهم فمن حقهم أن يحصلوا على المزيد من الشفافية والصراحة والوضوح والحوار لما يحدث من عوائق وألا يسمح لأي صاحب قرار أو مسؤول في الدولة أن يقر ما يراه وما نراه لجانه التي هو من يقرر عقدها وضع نصوص نظامية أو لوائح تعقد مصالح الناس في أي وقت يراه ومن حق الناس ألا يسمح لمن يشاء أن يلعب بفلوسهم وعقولهم وكل شهر يصدر لائحة تناقض الأخرى. وأعقد من الأولى ألا نسمح له بأن يضع المبررات التي يراها فكيف يخطط رجل أعمال خطة استراتيجية على الأقل خمسية أو عشرية وأغلب الجهات الحكومية سواء الخدماتية أو المنظمة والمشرفة تغير رأيها في السنة أكثر من مرة ليس بدافع المرونة، بل إن مفهوم المرونة اقترن بمفاهيم أخرى مبطنة ظاهرها مرونة وباطنها عك ولخبطة والله حرام مع ميزانية كهذه وقيادة واعية يسمح لهؤلاء بفن عرقلة الناس وإحباطهم.
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|
0 | 
0 | 
317