المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
هل الوصول إلى الخدمة أصبح لغزا؟!
هل الوصول إلى الخدمة أصبح لغزا؟!
05-21-2013 04:49



من مقومات جودة الحياة أن تحصل على الخدمات بيسر وسهولة ودون عناء ومشاكل وتوترات والوصول إلى الشيء بيسر وسهولة يعتبر من مقومات الرفاهية لأي مجتمع لأن جميع الخدمات والعاملين عليها وظيفتهم رفاهية وإسعاد أفراد المجتمع وإذا حدث العكس فإن هناك خللا في الكثير من الأساليب والآليات والمفاهيم حول أدوار المؤسسات في أي مجتمع.

اليوم هناك إحباط وتذمر من الوصول إلى بعض الخدمات بما فيها الخدمات الصحية ليس لأن هناك نقصا حادا وليس لأن وزير الصحة لا يبذل المجهود ويهمه مصلحة المواطن والمقيم، وليس لأن هناك نقصا في الموارد المالية ولكن المشكلة في الوسيلة التي توصل إلى الخدمة هل هي متاحة من حيث الزمان والمكان أم لا، وربما يكون هناك شبه إجماع على أن أهم معيارين أو مؤشرين للسعادة الصحية أو جودة الحياة والرفاهية المنطقية هي أن تجد خدمات رعاية صحية أولية ذات جودة وكفاءة، وبالقرب من المجتمع وأيضا طب طوارئ أو خدمات إسعافية وطارئة متقدمة وأيضا ذات جودة وسهلة المنال وتتمتع بالكفاءة والفعالية لإنقاذ الحياة، ويعني هذا أننا نركز حول معيارين مهمين أحدهما يتعلق بالوقاية من الأمراض والآخر هو إنقاذ الحياة وما بين هذين المعيارين يعتبر من الأمور المهمة ولكن غير الملحة لأن الإنسان لا يحتاج إليهما في أي وقت. أعود لما سبق وأقول إن المشكلة الرئيسية هي كيف يلتقي طالب الخدمة بمقدم الخدمة وما العوامل والعقبات التي تحول دون اللقاء وهل هناك فعلا عوائق أو عقبات مادية وبشرية ومن الأساس والسبب في هذه العقبات والقوانين هل هو الإنسان أو المادة بمفهومها الشامل... إلخ من التساؤلات وفي آخر المطاف قد نجد أمامنا تحديات وليست عقبات وهذه يمكن مواجهتها بالتحديات الإنسانية للتغلب عليها المهم أن يلتقي المريض بالمعالج في الوقت الذي يحتاج إليه فيه وأن يجد بعد هذا اللقاء المعاملة الحسنة والاهتمام وتغليب الجانب الأخلاقي على الجوانب الأخرى سواء مادية أو شخصية لأن نسبة الثلث من العلاج عوامل نفسية تتمثل في العلاقة الحميمية والمسؤولة وذات القيم الأخلاقية وهذه الأمور من أبجديات الممارسة الصحية وإذا لم تكن موجودة فليست هناك ممارسة صحية.

اليوم مع وجود ما يسمى الصحة الإلكترونية نستطيع كسر أهم الحواجز والعقبات ما بين المريض والمعالج أو ما بين طالب الخدمة ومقدمها إلى جانب كونها تحسن من جودة العلاقة الصحية وسهولة الوصول إليها فالمريض الذي يحتاج إلى علاج طبي متقدم من أقصى الجنوب أو الشمال لا يحتاج إلى مطاردة المواعيد والحجوزات وإشغال ذويه بالسفر والترحال لمتابعة علاجه فبعد أن يتلقى العلاج في المركز المتخصص يستطيع متابعة علاجه من مكان إقامته ومن أقرب مستشفى أو مركز صحي لمقر إقامته وأن يتم أيضا تنفيذ الخطط العلاجية وخطط المتابعة العلاجية من هناك وهكذا ومن خلال التطبيقات المختلفة للصحة الإلكترونية ومنها الطب الاتصالي نستطيع أن نحقق تكافؤ الفرص وتطبيق الجودة في جميع المراكز والمستشفيات سواء على مستوى تبادل الخبرات والتجارب وأيضا الحصول على أكثر من رأي وبديل لأي تشخيص أو خطة علاج ولا يصبح الإنسان متقوقعا ومحصورا في إطار أروقة المستشفى الذي يعمل فيه.

اليوم من خلال نتائج أتمتة ورقمنة الحياة والصحة أصبحت هناك إمكانية لتقديم جرعات التوعية الصحية والوصول إلى جميع أفراد المجتمع بيسر وسهولة وتحسين الصحة العامة والتحادث واستشارة الأطباء واستخدام تقنية المحاكاة في التعليم الطبي وصرف الأدوية من الصيدليات التي بالقرب من إقامة المريض والحصول على الخبرات العالمية على الهواء والمشاركة في الملتقيات والمؤتمرات العلمية دون ترك مكان الإقامة وتقديم الكثير من المعالجات النفسية والإرشادية والاجتماعية، وأيضا أن يصبح الملف الصحي هو الذي يتبع المريض وليس العكس.

أعتقد أنه لا بد من حل عقدة الوصول إلى الخدمة وفك رموز هذه المعادلة بالعالم الرقمي الإلكتروني خاصة ونحن من الشعوب المستهلكة للأجهزة والتطبيقات الرقمية ولم يعد هناك شخص أو بيت إلا وهو مرتبط بالإنترنت وشبكات التواصل وشركات الاتصال.


تم نشر هذا المقال في جريدة الأقتصاديه قسم الرأي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

http://www.aleqt.com/2013/05/21/article_757257.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 560


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (19 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.