المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
الأمن والأسعار اختصاص مَنْ؟
الأمن والأسعار اختصاص مَنْ؟
12-28-2011 06:21




د. عبد الله الحريري

حينما ترغب أن تسهم كمواطن متطوع مع الجهات الحكومية، يغشاك القلق من أن تقع في دائرة اللوم والسؤال وتتمنى أن تخرج سالما من موقفك التطوعي الذي أردت به خيرا فلم تجده!
وعندما يقع "مسؤول ما" في الخطأ ينظر ويقول: المواطن هو وزير التجارة، المواطن هو وزير الصحة، المواطن هو كل شيء، فهو المسؤول أيضا عن طبقة الأوزون وهو من يصلحها، فيتحمس المواطن ويشاهد ما يشاهده ويتصل لمحاولة الإبلاغ عن الخلل وليته لم يتصل؟!
الأسبوع الماضي ناقشنا موضوع عَرابِي الأسعار واللاعبين خلف كواليس وتضخم الأسعار، وقد ناقشها الكثير من الكتاب ورجال الإعلام، وعندما وصلنا إلى من يتاجرون ويزايدون في الأسعار صرنا تائهين لا ندري من هم وأين هم؟ ولا ندري لمن نذهب ليروي عطشنا؟! وكل ما ذهبنا إلى جهة مسؤولة قالت الجهة الأخرى هي المسؤولة وصاحبة الاختصاص، وإذا ألححت قدموا لائحة بالعقبات والتحديات التي تواجههم وعلى رأس القائمة ضعف الإمكانات البشرية والآليات ويلومون وزارة المالية، وكأن أمامك جهات حديثة التأسيس، وكأنها أيضا لا تملك خططا خمسية وسنوية وميزانيات سنوية وولي أمر يلجأون إليه. وتتعجب في آخر الأمر وتندهش لدرجة الحيرة ولا تعرف من المسؤول وأين الخلل ويضيع الوقت والمواطن والدولة يخسرون والآخرون كالمناشير يلعبون بالأسعار ويستغلون الثغرات.
أخي المواطن أختي المواطنة ألا ترون أنه قد حان الوقت لوضع حد لمسؤولينا ومديري مؤسساتنا الذين لا يملكون الحلول ولا يقومون بإجراءات تنفيذية تمس أرض الواقع، ويلتون ويعجنون عجينة الفلاحة .. نحن لا نريدهم يملكون العصا السحرية لعمل شيء يريح المواطن ولا نريدهم يتخبطون بالمزيد من المشاريع والاستهلاك الإعلامي ثم تموت تلك المشاريع واقفة أمام ضغط التضخم ليخرجوا لنا بحلول عقابية وعيون حمراء على المقاولين فقط، ولا نريد المديرين عاشقي التوقيعات وتذليلها بالتواريخ لكي يهربوا من المسؤولية ويداوموا قبل الموظفين ويخرجوا بعدهم، ولا نريد المسؤولين أصحاب المعتقدات والنظريات الإدارية الموجودة في الكتب التي تمثل أيضا معتقدات ذاتية وشخصية. نريد مديرين ومسؤولين أمامنا وأمام ولي الأمر صادقين وشفافين وتنفيذيين وغير حالمين نتعاون معهم للحفاظ على أمننا الشامل، ويقدمون خطة عمل شهرية كمؤشر لأعمالها وما قدموه من حلول وما هو مطلوب منهم وما هو مطلوب من الآخرين وماذا يريدون من إمكانات بشكل محدد. نريد مسؤولين لا يبررون ويسقطون مشكلاتهم على الآخرين باحثين عن أفضل الطرق لتحسين الإجراءات وتذليل العقبات وتحويل مؤسساتهم إلى مؤسسات إنتاجية بقدر ما تأخذ تعطي، لديها رؤية ورسالة وأهداف واضحة ومحددة ولديها سياسات وخطط قابلة للتنفيذ، ويجب التخلي عن سيناريو القدرات والكفاءات والمزايدات على بعض يجب العمل بروح الفريق الواحد ..
أخيرا، سيكون الموضوع المقبل كيف تتواصل مع المؤسسات الرقابية؟ ولماذا تدفع تلك المؤسسات الملايين على تصاميم مواقعها الإلكترونية والأرقام المجانية وإدارات العلاقات العامة والمتابعة والهواتف والسنترالات الإلكترونية والإجابات الآلية ثم لا يجد المواطن من يرد عليه؟ وكيف يمكن أن يوظف الشباب والمواطنون للمساعدة على رقابة وتنظيم ماراثون الأسعار ومحاصرة التضخم وفساده؟

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 331


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (11 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.