المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
حرب العقول والأفكار الأكثر بأساً لضرب القيم والأفكار
حرب العقول والأفكار الأكثر بأساً لضرب القيم والأفكار
08-31-2015 11:07

اليوم أصبح تشكيل الأفكار والوعي العام يمثل حرباً غير تقليدية تقوم عليها الكثير من الدول والمنظمات الإرهابية لهدف زعزعة الأمن الاجتماعي والنفسي عند الأفراد وخلق نوع من التشتت وعدم التركيز في الوعي العام، وبالتالي خرق الصف لأي مجتمع متماسك ومتعايش مع بعضه.

اليوم هناك من يسعى بكل الوسائل لإعادة تشكيل الرأي العام وتشتيته بشكل عدائي وإجرامي لخلق فوضى اجتماعية من خلال إعداد منهج فكري يقوم على استحداث ما يسمى بحرب العقول والأفكار وهو ما يراه الكثير من الخبراء الوسيلة الأهم لتشتيت الوعي لدى مجتمعات العالم الإسلامي، وحرب الأفكار والقلوب والعقول هي الجناح الهام على سبيل المثال الذي يساند الحملة العسكرية الأمريكية المزعومة للحرب على الإرهاب وقد أوضحت بعض التقارير أن هذه الحرب تمثل أهمية كبيرة للأمن القومي الأمريكي حيث إن أمنها القومي له مصلحة فيما حدث داخل الإسلام ذاته كدين وليس فيما يحدث داخل العالم الإسلامي.

محتوى هذه الإستراتيجية التي بدأت تتبناها المنظمات الإرهابية الأصولية كداعش والقاعدة هو كيف يتم إحداث خلل واضطراب في قيم وأفكار ومعنويات الأشخاص لكي يكونوا وسائل وأدوات تحقق إرهاب المجتمعات والدول ومن ثم إحكام السيطرة الجغرافية على الموارد والثروات لتلك الدول بحيث تكون تلك الوسيلة المثيرة للاضطراب هي التمهيد لأرضية التدخل بمسميات مختلفة كمحاربة الإرهاب وتسويق السلاح وإبرام اتفاقيات الحماية وما يسمى بالدول الأولى بالرعاية.

إن إحداث برمجة للوعي هو في الحقيقة جزء من الحرب الناعمة للتلاعب بالوعي الشخصي والاجتماعي بهدف السيطرة والتحكم بالتصرفات والسلوكيات وأيضاً إحداث نوع من التبديل في المواقف والتوجهات تجاه أفكار ونماذج وسلوكيات جديدة، وعلى أقل تقدير إحداث نوع من الاضطراب النفسي وبلبلة الأفكار.

المهم من هذا كله إحداث بيئة فكرية ونفسية مضطربة لدى فئة من الناس وهذه المنهجية هي الشرط للتحضير وتهيئة الأرضية لتقبل النماذج السلوكية المعدة مسبقاً لتقوم بالأدوار المطلوبة منها في خلق نوع من الفوضى الخلاقة.

أعتقد أن علينا كدولة ومجتمع مدني إعادة تشكيل الوعي الشخصي المأزوم والمتشنج والعنصري وكذلك المتطرف والطائفي الذي عزز الفكر الضال والمتشدد والمضطرب عبر سن قوانين تجرم هذه الأفعال والأفكار المشينة والمضطربة والضالة عن السياق الاجتماعي السوي وتفعيل حاضنات الشباب التي تتناسب مع أعمارهم وطبيعة نفسياتهم وتوجيه الوزارات المعنية والهيئات ورعاية الشباب لدعم برامج تطوير الذات والوعي وتوجيهها التوجيه السوي سواء من خلال البرامج الإعلامية أو في المساجد وأماكن التجمعات ومن خلال جمعيات المجتمع المدني.

لمشاهدة المقال من المصدر أضغط على الرابط التالي:
----------------------------------------------------------
http://www.alyaum.com/article/4069513

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 349


خدمات المحتوى


د.عبد الله الحريري
د.عبد الله الحريري

تقييم
2.01/10 (39 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.