المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
الجرأة في مخالفة الأنظمة!!
الجرأة في مخالفة الأنظمة!!
12-28-2011 06:32



د. عبد الله الحريري

ما تتناقله وسائل الإعلام من ازدياد حالات السرقات للمنازل، خاصة في الصيف والجرائم الأخرى أعتقد أنه نتيجة مما سبق التحذير منه، بعد تفشي ظاهرة العمالة غير النظامية والتستر الحاصل في البلد.
ما عليك إلا أن تذهب جنوبي الرياض وترى ما يحدث في أحياء كالفيصلية وطريق الخرج والأحداث والأحواش ومصانع البلك والرخام ومواد البناء ولا تحتاج إلى إجراء دراسات، فالواقع يكفي لكي تخرج باستنتاجات وتساؤلات قد نندهش لإمكانية حلها ولكن لم تجد الآن طريقا للحل.
السعودة هناك غير قابلة للنقاش أو التفاوض، فالجميع ممسكك بزمام الأمور وجميع المحال يديرها غير سعوديين، بالرغم من كونها أعمالا إدارية بحتة وإذا حاولت التذاكي عليهم بالأسعار فلن تجد مخرجا سوى الدفع وبسعر خاص جداً، ما يضطرك إلى أن تستعين بأبناء جلدتهم وتلبس جنزا مقطعا وتجعله في مقدمة التفاوض وتستغرب عندما تجد السعر قد انهار أمامه بفارق كبير عما حدد لك وإذا حاولت أن تدور وتلف بزعمك أنك أذكى منهم فلن تخرج من تلك الجولة إلا بكفي حنين، فالجماعة عبارة عن شبكة لا يمكن أن يخون أحدهم الآخر، وإذا حدثتك نفسك بالذهاب للموردين الكبار المعروفين بداعي السعودة والمواطنة، فالسيناريو يتكرر والمشاهد هي المشاهد نفسها وما بقي إلا أن يضعوا لوحة "لا للسعودة". الحقيقة لم أجد جرأة في مخالفة الأنظمة مثل تلك الجرأة ولم أجد تحديا للقوانين مثل ما رأيت لدرجة أنهم أصبحوا أكثر دراية في المداخل والمخارج القانونية من عتاة المحامين وإذا تورط الواحد منهم فالكل يعرف الطريق إلى حجز الوافدين وما عليه إلا أن يصفي الجيوب ويسرق كم سرقة ثم يحول القيمة من أقرب بنك وإذا لم يحمل إقامة فما أكثر من يتبرع له بإقامة حتى تكون الحوالة نظامية ثم يسرح ويمرح أمام أي حملة تفتيش ليزفه أصحابة ويقولون له إلى اللقاء في بلد المنشأ، ما عليه إلا أن يتحمل أكل وسكن الحجز، ففي آخر المطاف لن يكون أسوأ من الحجز الذي أواه لفترة من الزمن ما دام العملية مجرد أيام يكرم فيها بتذكرة مجانية إلى بلده.
المتستر عليه منهم ما عليه إلا أن يدرسنا سوقنا ليصول ويجول في عالم المقاولات، فغالبية المقاولين المستحوذين على أكبر سوق في التشييد والبناء من تلك الفئة المتستر عليهم يحملون مطبوعات وأختام مؤسسات سعودية أهلها نائمين في بيوتهم المهم يحصلون في كل شهر المقسوم عيني عينك.
وربعنا يصيحون من ارتفاع أسعار البناء وأزمة المساكن.
بعد هذا كله ماذا نقول للسعودة؟ وهل ننتظر المزيد من الجرائم والجرأة في خرق القانون حتى نصحو ثم نطرح حلول ترقيعية؟َ!

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 333


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (9 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.