المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
الحاجة إلى الذكاء العاطفي
الحاجة إلى الذكاء العاطفي
12-28-2011 06:45



د. عبد الله الحريري

من الأمور التي تدعو إلى مزيد من الاهتمام المضايقات التي يتعرض لها رجال الأعمال, فما إن تقابل أحدهم إلا ويشكو من كثرة الأنظمة واللوائح والتعاميم الصادرة من المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية التي تفرض التزامات مادية وبشرية دون تدرج أو تفهم وممارسة ضغوط وتدخلات تتعدى صلاحيات تلك المؤسسات إلى صلاحيات جهات حكومية أخرى, ولو كان الأمر بيدها لافتتحت أقسام شرطة للملاحقة. المشكلة كما يبدو أن هناك نوعا من أزمة الثقة واستخدام قوة النظام والتعامل مع رجال الأعمال من زاوية التشكيك في مقاصدهم ونياتهم. لذا يجب أن يوقفوا عند حدهم باستخدام الطرق والوسائل المتاحة وغير المتاحة دون تفهم معاناتهم وأنهم قد يتكبدون خسائر مادية من جراء تكلفة التشغيل العالية والتعديلات والإضافات التي يتلقونها من تلك الجهات.
وسبحان الله ومن غرائب الأمور نجد أن تلك المؤسسات لا تتفق إلا على ما فيه منع أو عرقلة وتطويل في الإجراءات وضياع وقت الناس في المراجعات, ونادراً ما تتفق تلك المؤسسات على دعم القطاع الخاص وتسهيل إجراءاته والحد من العقبات التي تقف أمام نموه واستقراره.
تلك المؤسسات تعاني من تدني مستوى الثقافة السلوكية لدى المديرين الذين هم على رأسها, وأن مستوى ما يسمى الذكاء العاطفي قد يكون شبه معدوم لدى بعض من يقود تلك المؤسسات سواء كان مديرا عاما أو رئيس إدارة أو قسم, وأن بعضهم يعاني صعوبات في التواصل العاطفي مع الآخرين, وبالتالي فهو يجير ذلك السلوك إلى موظفيه ومن ثم المجتمع المستفيد من خدمات المؤسسة التي يعمل فيها.
ومن ملاحظة ما يجري من فكر لا يتطور لدى تلك المؤسسات نجد أن الموظف أو الرئيس يحاول بسط سيطرته على الآخرين وعدم تفهم معاناتهم ويحاول أن يسلك سلوك الشخصية المتسلطة التي تفرض سيطرتها على مصالح الآخرين ويتجرد من ثقافته الإدارية إلى ثقافة سلوكية أبوية تسلطية.
هناك شواهد لا تعد ولا تحصى.. وهناك جهات تمارس الضغوط تلو الضغوط دون أن تساعد على حل المشكلة, وهذا ما تؤكده الدراسات من أن تلك الجهات تحتاج إلى تنمية ما يسمى الذكاء العاطفي.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 360


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (9 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.