الحق على الطيور
12-28-2011 06:48



د. عبد الله الحريري
بعيداً عن ثقافة المؤامرة والشكوك والضغوط لما يدور حول موضوع إنفلونزا الطيور، أعتقد أن الموضوع أكبر من مجرد فيروس إنفلونزا وظهرت افتراضات عديدة سواء علمية أو غير علمية تهدد حياة البشر إلى موضوع مهم وهو تهديد الأمن الغذائي العالمي وبالذات لدى الدول النامية.
فالطيور من زمن وهي تموت لأسباب منها ما هو معروف ومنها لأسباب غير معروفة، وأمراضها عديدة ومنها ما هو فيروسي وبكتيري، وكانت تموت أمامهم ويرمونها في أي مكان ويأكلون الباقي، ولا أحد يسأل، القضية ما زالت في أطوار الاحتمالات والافتراضات وما أثير حولها من شائعات وحملات إعلامية موجهة، أدى إلى نوع من رواج لأسواق الصناعات الدوائية التي تسعى إلى إنتاج المضادات والأدوية التي من المحتمل أنها تسهم في علاج الناس المصابين وحتى الآن لا نعلم من هم الناس المصابون وهل تحول الفيروس إلى فيروس قاتل للإنسان أم الحيوان ... إلخ، من التساؤلات وفي الوقت نفسه بدأنا نتجاهل أن هناك فيروسات موجودة ومستوطنة في أغلب الدول الفقيرة والنامية وأمراضا فيروسية تقتل المئات من الناس .
وكون إنفلونزا الطيور استغلت بشكل أو بآخر كونها هددت الأمن الغذائي والحياتي للإنسان وأثارت نوعا من الذعر بين البشر وهذا بحد ذاته أهم عامل لإثارة الفوضى وجعل الناس العاديين يفكرون في المستقبل القريب كيف يأكلون وكيف يتعاملون مع بعض وهل ما يشربونه ملوث أو غير ملوث؟ ومن المحتمل أن يزداد الذعر إلى درجة قد تهدد الأمن بمفهومه العام في ظل غياب الحملات المركزة ولزيادة الوعي، ففي مثل هذه الظروف تحتاج المجتمعات إلى صناعة شائعات مضادة ومقننة وزيادة جرعات الوعي وعدم تركهم يهيمون في كل اتجاه وتصحيح مفاهيمهم عن الأمراض وكيفية انتقالها، وهذه خطة وطنية طارئة تشارك فيها كل مؤسسات أي دولة ونحن كدولة عربية للأسف لا تعتبر فما حصل في كيماويات صدام من هلع يحصل الآن وما ندري ماذا سيحصل لنا في أي وقت مادامت الأمور غير واضحة لنجد أنفسنا أصحاب خطط فزعات ومفاجآت؟

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 317


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (9 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.