|
السعودية وسياسة ادفع ما في الجيب
12-28-2011 06:55
|
د. عبد الله الحريري
الخطوط الجوية العربية السعودية تاريخ من العطاء والتساؤلات المهمة لناقل وطني وحيد يمثل هذا البلد المترامي الأطراف الغني برجاله وماله والكثير من مطاراته .
السؤال المطروح دائماً لماذا لدينا عدم رضا عن الخدمات التي تقدمها الخطوط العربية السعودية؟ هل لأننا شعب لا يعجبنا العجب أم هناك واقع يعانيه كل مستخدم لهذه الخدمة أدى مع الوقت وكثرة التذمر وعدم الرضا إلى نوع من الإحباط لأن الناس ساد لديهم اعتقاد أن الأمور لن تتغير مهما كتب في الصحف ومهما اشتكوا ومهما تغير المديرون، ومع أن الخطوط السعودية تدعم من أغنى دولة في المنطقة وهي الناقل المدلل ودعمت حتى طفحت في بلد أيضا يتميز شعبه بتوفر سيولة نقدية تجعلهم يفضلون استخدام الطائرات إلى جانب نسبة الوافدين للعمل والعمرة والحج ، وكون الطائرات وسيلة مطلوبة لتغطية المساحات الجغرافية الشاسعة للمملكة إلى جانب توفر البنية التحتية من مطارات وخدمات مساندة منتشرة في أغلب مناطق ومحافظات المملكة، كل هذه المقومات وما زلنا غير راضين ؟! وأعتقد أن مسألة الرضا مسألة ذات شقين أحدهما أساسي ويعتبر من مقومات الجودة الشاملة لأي مؤسسة مهمة وحساسة كالخدمات الجوية، وأخرى نوع من الترف المقبول الذي يتوازى مع مستوى وقوة الاقتصاد الوطني وما يدفعه الشخص ، فنحن لسنا بلدا ناميا أو فقيرا بل بلد قوي في اقتصاده وينمو مثله مثل بلدان العالم المتقدم ونستطيع بفلوسنا أن نختصر الوقت ونجلب آخر ما توصلت إليه التقنيات ونستطيع أن نستخدم أحدث تقنيات الاتصالات والمعلومات ونطبق أفضل نظريات إعادة الهيكلة والإدارة .
إذاً لماذا نحن متذمرون من خدمات الخطوط السعودية ؟ الواقع يقول إن هناك عدم مبالاة وتراخيا وتدنيا في المعاملة والخدمة ، هناك عدة أمور تحتاج إلى حل سريع كالضغط الشديد على الرحلات ، موسمية الرحلات ، الخدمات داخل الصالات ، مستويات نوع الخدمة ، تأخر الرحلات ، تأخر وجود بدائل ، قلة عدد البوابات لاستقبال الرحلات ، تدني مستوى الصيانة للطائرات من الداخل، فتترك الأمور حتى تتكسر وتتلف وتسمع أصوات غريبة والطائرة على المدرج، وكأن ما بداخلها سيطيح على رؤوس الركاب ، عدم وجود تميز بين الدرجات ، تذمر لا طائل من وكالات السفر ، ويا عيني على مكاتب "السعودية" في الخارج ، كالواسطة مقابل الخدمة ... إلخ من الملاحظات الكثيرة ، المهم أحجز وادفع ما في الجيب يأتيك ما في الغيب من خدمة . أعتقد أن الخطوط السعودية تعيش بيروقراطية إدارية تفوق بعض مؤسسات الدولة الخدمية، وكما يبدو فهناك مشاكل في جودة وكفاءة وتضخم العنصر البشري ونوع من الإحباط يبدو واضحا على وجوههم فإذا كان الموظف غير راض والعميل غير راض فليس هناك أي مبدأ من مبادئ الجودة .
ولاأكمون آخر المحبطين واسأل مهندس تخصيص الاتصالات هل ستعيد الهيكلة مرة أخرى ؟ وهل ستجلب شركات للدراسات والتقييم مرة أخرى ؟ ثم تبني خطوطا سعودية جاهزة للتخصيص من جديد ؟ كم تريد منا كمواطنين مجبرين على أى قرار أن نصبر ؟! كيف تستفيد الاستفادة المثلى من الرجل رائد الإصلاح الإداري في المملكة الذي يدعم هذه المؤسسة بقلبه وعقله لتقديم خدمة ترضي الجميع.
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|
0 | 
0 | 
314