الناس مشغولة
12-29-2011 04:28
من يوم ما دخل الهاتف الجوال أو النقال إلى مجتمعنا والناس حالتهم حالة، تشوفهم مشغولين في كل مكان بالمكالمات وكأنهم في حالة طوارئ، ومشتتين بين المكالمات المتتالية وكأنها جميعا مهمة.
من يلاحظ الفترة التي بدأ الناس يستخدمون الهاتف الجوال يرى أن هناك تدهورا في المهارات الاجتماعية وفي العلاقات الاجتماعية التقليدية التي تقوم على الزيارات المباشرة المتبادلة.
ما يتعلق بالمهارات الاجتماعية أصبح الرد على المكالمات في أي وقت وفي أي مكان تعديا على الآداب العامة والخاصة، فبينما أنت مسترسل في الصلاة أو اجتماع أو حديث عمل أو حديث مهم أو هادئ وتكون مركزا تفاجأ بسلسلة من المقاطعات بالتشويش وعدم الإنصات الناتجة من الرد على كل مكالمة أو قراءة نص الرسائل بكل أنواعها.
في مثل هذه الحالات فبدلا من أن يهتم وينمي الناس مهارات الاتصال لديهم أصبحوا أكثر إهمالاً لهذه المهارات، وهذا مؤشر غير إيجابي للتواصل وآدابه بين الناس، والكل يعرف أن من الآداب والمهارات الأساسية للتواصل هي الإنصات والتواصل البصري والبدني وعدم المقاطعة والتركيز العقلي والعاطفي .... إلخ.
اليوم الهاتف الجوال اخترق خصوصية الأفراد في علاقاتهم سواء خاصة أو عامة، فالمتصل أصبح يتصل في أي وقت ويرسل الرسالة في أي وقت ويتوقع من المستقبل الرد في الوقت نفسه وإلا زعل عليه ويبدأ بتفسير عدم الرد بتفسيرات وتأويلات سلبية، على الرغم من أن مقدمي الخدمة والأجهزة تحتوي على برامج تؤمن الخصوصية ويعود عدم تفعيلها إلى مفاهيم حضارية واجتماعية حول التعامل مع التقنية بوجه عام.
أعتقد أن منع استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة يتطلب أيضا منعه في الأماكن التي تقدم خدمة للجمهور والمكاتب التي تنهي معاملات الناس، فليس من اللائق أن ينشغل كل لحظة أحد موظفي تلك الأماكن بالمكالمات ومكالمات الواسطات ويترك الناس طوابير أو ينتظرون الأرقام، هذا في حالة لو افترضنا أن إنتاجيته معقولة، ومن غير المعقول أن نجد رجل أمن مشغولا بمكالماته الخاصة على حساب الأمن وثغراته.
www.aleqt.com/2010/07/19/article_420528.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|