|
الوقف الشبابي وقرى الشباب
12-29-2011 04:32
المظاهر السلوكية لدى الشباب من رؤيتنا نحن من تجاوزنا سن الخامسة والعشرين قد نؤلف منها مجلدات وكأننا لم نمر بهذه المرحلة ، وكأننا كنا ملائكة، فنحن دائماً لا نضع أنفسنا مكانهم ولا نتفهم معاناتهم، ونريد أن نمنعهم من ممارسة أبسط حقوقهم، ونريد أن نفكر نيابة عنهم ونخطط لهم حياتهم ومستقبلهم ، نريد أن نكون كل شيء في حياتهم ونعتبر أي إبداء للرأي معارضة وتجاوزا للحدود واللياقة، وإذا جنح أحدهم لا نتورع أن ندخله السجن أو دار الملاحظة زعماً منا أن العقاب بمثل تلك الوسائل إصلاح.
المهم، وفي ظل صراع الأفكار بين فئة الشباب وهم الفئة التي حددها الإعلان العالمي للشباب ما بين الخامسة عشرة وحتى الخامسة والعشرين ، وبين فئة اللا شباب من الراشدين وكبار السن تتسع الهوة وتزداد السلوكيات المضادة للمجتمع من خطف وسرقات واعتداء وعدوان ومخدرات وتطرف فكري في ازدياد مع تضاءل مبادرات الحل أو اللجوء إلى الحلول القمعية ، وفي غياب دورهم في المشاركة برأيهم وأن يتولوا التخطيط لسلوكياتهم وحياتهم وحتى تعديل سلوكهم فلن تتعدى الجهود المبذولة لعلاج مشاكلهم إطار اللجان وعبارة عن ضياع الوقت.
وفي بلد كالسعودية يمتاز بالرخاء المادي وبالقيم الدينية وحب البذل والعطاء فإن تخصيص موارد مالية لبرامج الشباب أمر ملح لما يمثلون من نسبة عالية من حجم السكان ، ولأنهم ثروة مهمة يجب العناية بها لأثرهم الفعال على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، ومن دون شك فالناس يريدون قناة شرعية للدعم المادي وأفضل تلك القنوات هي الوقف والذي نجح من خلال وزارة الأوقاف وفي مجالات عدة كان آخرها الوقف الصحي، ويفضل أن يكون هذا الوقف مخصصا للشباب تحت مسمى وقف الشباب، وتوجه موارده لإقامة أماكن ترويحية وفنية وترفيهية ورياضية واجتماعية وثقافية على هيئة قرى للشباب يقومون على إدارتها والاستفادة من برامجها بمبالغ رمزية تتناسب مع المبالغ التي يدفعها الشباب في المقاهي ، ومن تلك القرى أو مجمعات الاستقطاب أتوقع أن يكون هناك تحول في السلوك لدى الشباب، وسيكون هناك رياضيون وأصحاب مهن وهوايات وفنانون ومثقفون، ولا يمنع أن يقوم على الخدمة فيها من يقضي محكوميته من الشباب كنوع من العمل الاجتماعي النافع .
www.aleqt.com/2006/06/24/article_5622.html |
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|
0 | 
0 | 
294