اليد الواحدة ما تصفق
12-29-2011 04:39
الذي يحكم أي تغيير في الحياة هو مستوى التواصل والإصرار مع التكرار، وبما أن الإنسان يطمح دائما إلى حياة كريمة تحقق له تحقيق الذات، فإن عدم تحقيقه لذلك يؤدي به إلى الإحباط وخلل في الجوانب الانفعالية والعاطفية، وقد يجنح إلى العنف تجاه نفسه أو تجاه المجتمع.
المهم أن التغيير جزء من مكونات البشر، فهم في حاله من التغيير والتغير منذ الولادة إلى الموت ودائما يحتاجون إلى المعززات والحوافز الحياتية من أجل دفعهم للتطور وتحسين الحياة. وقد كتبت منذ سبعة أشهر مقالا بعنوان "الاتصال اللي ما يصيب يدوش" كمنهج سلوكي يساهم فيه المواطن في التغيير لدفع مؤسسات الدولة وغيرها لتلافي الكثير من السلبيات وتطوير الإيجابيات من باب اليد الواحدة ما تصفق، بل تحتاج العملية إلى إبرام نوع من الشراكة ما بين المجتمع ومؤسسات الدولة للعمل معا نحو التطوير حتى لا تكون هناك فجوة وتصبح تلك المؤسسات معزولة وكأنها طرف في معادلة غير متجانسة، مما يبعد متخذ القرار عن الحقيقة ومعاناة الناس على أرض الواقع.
لو أن أي شخص منا استخدم أي وسيلة اتصال متاحة بالاتصال أو التواصل مع أي مؤسسة من مؤسسات الدولة، لاستطعنا أن نحدث نوعا من التغيير ولاستطعنا أن نوصل الحقيقة إلى صاحب القرار، ولاستطعنا أن نجعل من يتخذ القرار يدرس الأمور بعمق ودون تسرع، ولاستطعنا أن نحدث تغييرا نسبيا لصالحنا، ولاستطعنا أن نجعل أي مسؤول أو موظف يحسب حساب المسؤولية المناطة به، وأن هناك مجتمعا متحضرا يؤمن بالتواصل كوسيلة من وسائل الحوار الراقي، وإنه شريك فعلي له. مع إدراكنا أن المسؤولين والموظفين هم من أفراد المجتمع، ولا أعتقد من باب حسن النية إنهم يعملون ضد المصلحة العامة، ولكن هناك فروق فردية في الإمكانات والقدرات والمصالح قد تكون نتائجها على أي مؤسسة نوعا من الفساد الإداري وعدم تناسب مخرجات تلك المؤسسة مع تطلعات المجتمع.
مبدأ الاتصال أو التواصل (اللي ما يصيب يدوش) أو يغيّر مبدأ يحتاج إلى إصرار وإرادة وتكرار للمحاولة، فلو أن كل واحد منا اتصل أو تواصل مع أي جهة مرة كل أسبوع، وكرر المحاولة سيجد صداها سواء في عقلية أي مسؤول أو موظف. وهذا بحد ذاته أول بدايات التغيير للأفضل، وقد يتحول ذلك الاتصال والتواصل إلى سلوك على أرض الواقع في شكل تحسين للخدمة أو تلافي خطأ ما، أو إيقاف أي ممارسات سلوكية غير مقبولة. المهم أن التغيير سيحدث لا محالة ولو بنسب ضئيلة، وسترتفع النسبة مع الوقت والإصرار والتكرار.
www.aleqt.com/2011/01/24/article_495457.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|