|
أمية السباحة
12-29-2011 04:45
جاء حادث العبارة المصرية ليوقظنا من سباتنا الذي تعودنا عليه كعرب مثله مثل الحوادث الأخرى الكارثية، ويؤكد لنا أننا شعوب لا نحترم الأخذ بمبدأ الوقاية وكأنها مبلية دائماً بعقد العلاج وترميم ما يمكن ترميمه وندير حياتنا إدارة طوارئ وعناية مركزة، وأيضا يؤكد أننا لا نتعلم من تجاربنا وأننا شعوب نحتاج إلى صدمات متتالية من أجل أن نعيش وكأننا في غيبوبة شبه مستمرة ولا نريد أن نحتاط لأي طارئ.
لن أناقش الجوانب الفنية وغير الفنية للحادث وما يجب وما لا يجب فلن تجدي المناقشات ولو أنها كانت مجدية وفعالة وقابلة للتطبيق لما تكررت مثل تلك الحوادث والطريقة التي نتعامل بها مع الأحداث والكوارث... إلخ. المهم في الموضوع أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم نبهنا إلى الكثير من الأمور الحياتية وأسست لنا سيرته النبوية أفضل الأنظمة الوقائية في كافة شؤون حياتنا ومنها ما يتعلق بتعلم السباحة، وشاهدنا وسمعنا أن أغلب حوادث الغرق كان عامل عدم إجادة بعض من الناس السباحة عاملا من عوامل غرقهم حتى في شبر ماء وبالرغم من حث نبينا لنا لتعلم السباحة وأن هذه التعاليم من السنة النبوية، إلا أننا نهمل مثل تلك الأساسيات في حياتنا فأهمية تعلم السباحة وثقافة السباحة بوجه عام والتعامل مع الماء أثناء السيول وفي البحار والأنهار والأعماق المائية... إلخ.
ثقافة تعتبر شبه معدومة ومهملة وغير مدروسة تخضع للبيئة التي يعيش فيها البشر فإذا كانوا من سكان السواحل أو تمر بهم الأنهار تعلموا السباحة من أجل التكيف مع البيئة وإذا كانوا من سكان القرى والصحاري أهملوها.
السباحة كثقافة ترفع من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض وتوسع وتغذي عضلات الصدر والرئتين وتزيل التوتر والقلق وتحافظ على الصحة العامة وهي علاج طبيعي وتزيد من نشاط ووظائف الأعضاء وتنمي الثقة بالنفس وتنقذ النفس والغير، فكم من الأرواح أزهقت لم تستطع إنقاذ نفسها ولم تجد من ينقذها والدفاع عن النفس والوطن حيث أضعفت تأثير المواقع المائية من الحروب وتساهم في رفع السمعة الوطنية في السباقات والمحافل القارية والعالمية وتساهم في تربية وتوحيد النفس والجسد وتعمق روح الألفة والتعاون وأتمنى أن نرى المسابح العامة في حدائقنا للرجال والنساء لتكون متاحة للجميع وضمن ضوابط شرعية وأخلاقية فالماء لا يميز بين ذكر أو أنثى وقت وقوع الخطر.
http://www.aleqt.com/2006/02/11/article_4309.html |
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|
0 | 
0 | 
270