|
"أنت لا تفهمني فستخسرني"
12-29-2011 05:15
كان اهتمامي كأستاذ لمادة الاتصال الإنساني في الكلية ومتخصص في العلاج النفسي السلوكي المعرفي، ينصب في بعض الأحيان على تأثير عملية الاتصال بين الناس وتأثيرها في علاقتهم ببعض ووجدت أن أغلب مشكلاتنا وانطباعاتنا السلبية عن الآخرين تأتي من نقص مهاراتنا في الاتصال وأن أغلب صراعاتنا وانفعالاتنا نتيجة لنقص تلك المهارات فنحن في مجتمعنا عادة ما نفسر سلوكيات الناس اللفظية والحركية تفسيرات ناتجة من ثقافات فكرية غير عقلانية وواقعية كثقافة (الشك, الاضطهاد, المؤامرة, الفوبيا, اليأس) ونعتقد اعتقادات أيضا غير منطقية وعقلانية ونتمسك بالرغم من تنقاضاتها وعدم توافقها مع الطبيعة البشرية.
من السهل أن يشتعل نار الغضب والعداء والجدل بيننا سواء عبر وسائل الإعلام أو من خلال تعاملاتنا اليومية وفي أدق علاقاتنا الحميمة والسبب الفهم الخاطئ لتفكير الآخر من ناحية وعدم الإيمان بتوكيدية الآخر من ناحية أخرى، بالإضافة إلى ما نعانيه من نقص واضح في مهاراتنا في التعامل والتقبل والحوار والتفاوض وتصبح علاقتنا جراء ذلك كأنها على صفيح ساخن.
وعندما نشاهد التلفزيون نجد أغلب تلك الصفات في المذيع والضيوف والمشاهدين والمستمعين فكل واحد يريد أن يفوز على الآخر كأنهم في حلبة مصارعة وأخيرا نخرج دون هدف وكل منا يريد أن يقول للآخر أنت لا تفهمني أو لا تفهم أو تتفهمني.
نحن لا نملك المهاره لنتحكم في انفعالاتنا وتعبيرات وجوهنا وإيماءاتنا وسلوكنا ونبتسم او نضحك في الوقت الضائع ودون مناسبة وعندما تحين المناسبة نقوم بعكس ما يتطلبه الموقف منا .
نحن لا نعرف متى نصمت وننصت فنقاطع بعضنا بعضا وننفلت في الكلام في المنابر والمجالس دون حساب أو تركيز أو نتحدث حول قضية نتفق عليها, المهم أن نبقى متمركزين حول ذاتنا.
أعتقد أن أغلبية مجتمعنا بحاجة إلى هذه المهارات وأخص بالذكر رجال الهيئة والأمن والإعلام والمربين والمدرسين, فمردودها إن لم يعد على الآخرين فسيعود على الشخص ويحسن من تعامله وتفاعله مع الآخرين وعادة ما تكون في أغلب الدول المتقدمة من المناهج الأساسية في الجامعات والمدارس النموذجية.
www.aleqt.com/2007/07/14/article_9402.html |
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|
0 | 
0 | 
345