إنقاذ الحياة المؤشر لجودة الخدمات
12-29-2011 05:26
كما يبدو أننا نعاني مشكلة في تقديم الخدمات وتطويرها يوما بعد يوم ولا يوجد أصدق مما قاله خالد الفيصل عن خدمات الحجيج التي تراوح مكانها وتتكرر الكثير من الأخطاء على الرغم من أن الحج ليس تجربة بدأت من سنة أو سنتين وفي المقابل نجد الخدمات السياحية في الدول المجاورة والتي تعتبر حديثة عهد بالسياحة قد تجاوزت النطاق الإقليمي للتسهيلات والخدمات وقوة الاستيعاب.
نحن فعلا نعاني النجاحات التراكمية والعمل التراكمي فكل مسؤول أو وزير عندما يتسلم المنصب لا يفكر في الاستمرار وإكمال البناء مع تلافي الأخطاء السابقة بل يبدأ من جديد ليؤسس وزارة أو مؤسسة ويضيع وقته ووقت الناس ويهدر المال في إعادة البناء من الصفر وتجاهل تاريخ تلك الوزارة أو المؤسسة، وأكيد في آخر المطاف لن نجد الخدمة المطلوبة على الرغم من الميزانيات العالية لدرجة أن المواطن بدأ يعلن عن نفسه لإنقاذ حياته فلم نعد نجد الوقت لتلمس حاجات ومطالب المواطنين من كثرة الصراعات الإدارية وتصفية الحسابات وفلان محسوب على فلان إلى درجة أن المواطن يدرك أن الدول خصصت مبالغ لرفاهية وتقديم خدمات أكثر جودة إلا أنه يفاجأ على مستوى الواقع أن الموضوع مختلف فيصاب بالإحباط ويحاول اللجوء إلى وسائل الإعلام لطلب الخدمة وإنقاذ حياته من المرض أو الفقر.
المشكلة ليست في الإمكانات المادية ولا في الأنظمة واللوائح والتشريعات التي تحفظ حقوق المواطن وتؤمن له عيشا كريما بل فيمن ينفذ من إخواننا المسؤولين، فعلى سبيل المثال الدولة أقرت من أكبر سلطة في البلد أن استقبال وعلاج الحالات الطارئة لا يخضع للمساواة ولا للجنسية وإن المسألة مسألة أخلاقيات وإنقاذ حياة وإلا ما فائدة الخدمات الصحية إذ لم تكن فعالة في وقت الطوارئ، وتحقق العدالة للجميع، وفي الوقت نفسه المسؤولون الكبار في الصحة أكدوا ووضعوا لوائح تفسيرية وتنفيذية لعلاج وقبول الحالات الإسعافية ولكن نجد موظف استقبال أو مسؤول في مستشفى حكومي أو خاص يضع العراقيل ويطبق ما لا يطبق من أمور تتنافى مع أخلاقيات المهنة والبلد "ويبهذل" المريض و"يزحلقه" إلى مستشفيات أخرى لأن الموضوع لا يخصه شخصيا وإلا أقام الدنيا وأقعدها بل ويشترط غرفة خاصة لأقاربه.
أعتقد أن من يملك المال والجاه عليه ألا يزاحم الناس الذين ليس بيدهم حياته ويشتري الخدمة التي يريدها من الداخل أو الخارج وأن تكون هناك قاعدة ذهبية وهي العدالة، ووضع قوانين وأنظمة تجرم من يرفض استقبال أو علاج أي حالة طارئة.
www.aleqt.com/2008/05/19/article_12516.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|