تحديات الصحة (2)
12-29-2011 06:00
كثيرة هي التحديات التي تواجهها الصحة والتي تراكمت عبر سنوات إلى اليوم، ومن أبرز تلك التحديات الإدارة الصحية. فهناك تداخلات ومفاهيم ومعتقدات حول الإدارة الصحية، ومن هو الشخص المؤهل لإدارة المنشأة الصحية؟ وهل الإدارة الصحية فن وعلم وتأهيل أم مجرد خبرة تراكمية.. إلخ من الطروحات.
المهم هنا رفع الواقع الحالي للإدارة الصحية، فالواقع يتمثل في أولاً: أن أغلب مديري الشؤون الصحية والمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية إما من الأطباء وإما من الفئات الصحية الأخرى المساعدة وأغلبهم لم يتلقوا التأهيل المتقدم في الإدارة الصحية.
ثانياً: أغلب أولئك مكلفون بأعمال إدارية إلى جانب ممارسة ساعات من تخصصاتهم من أجل الترقي وعدم نسيان بعض معارفهم ونتيجة لضغوط من هيئة التخصصات الصحية التي لا تعترف بخبراتهم الإدارية، مما يجعلهم أمام الكثير من الضغوط وربما التشتت فلو أن أحدهم خدم 40 سنة في الإدارة لن تحتسب له وسيعود إلى مرحلة الصفر على المستوى المهني والمعيشي والمادي، وفي آخر المطاف فهم قوى عاملة طبية وصحية مهدرة.
ثالثاً: نظراً لأن تلك الفئات لم يكن ضمن مخططها الدراسي والشخصي تولي منصب إداري، بل العمل الصحي، ولم يكن لدى البعض خبرات إدارية وتأهيل سابق وتم زجهم في العمل الإداري نتيجة للحاجة إلى قيادات إدارية من جراء التوسع في افتتاح المراكز الصحية والمستشفيات في فترة من الفترات، فإن المخرجات المتوقعة منهم كمديرين قد لا تتفق مع المتوقع والمطلوب من تلك الخدمات.
رابعاً: ونتيجة لما سبق أصبح هناك مفاهيم ومعتقدات إدارية شخصية تقوم على قدرات الشخص الذاتية ومفاهيمه في الحياة وخبراته، وأصبح بعض المديرين يديرها على مفهوم (طقها والحقها)، وآخرون على مفهوم (حقل الألغام)، وآخرون يرون أن الإدارة هي معتقد واحد (سياسة الباب المفتوح)، أي أن بعض المعتقدات الشخصية وقراءتهم لبعض النظريات والكتب في علم الإدارة كانت هي المفهوم الأساسي للإدارة في أذهانهم وترتب على ذلك عدم وجود خطط آنية ومستقبلية واستراتيجية وتركيزهم على خدمات أو أمور وترك وإهمال الأمور الأخرى، فالأولويات ليست مبنية على أسس منهجية مدروسة وخطط بقدر ما هي قرارات شخصية تكونت من لجان واجتماعات، لذلك تجد تفاوتا منقطع النظير بين مستشفى وآخر ومديرية وأخرى، ولذلك يتعذر قياس المخرجات وكفاءة الأداء والإنتاجية وجودة الخدمة.
خامساً: ومع الوقت تولدت، لدى بعض أولئك المديرين كونه قد درس سنوات أطول وهو الأفهم في الصحة وربما هو الأذكى كما قاله بعضهم في ندوة طبية، فجوة بينه وبين بقية العاملين وأصبح هو المدير الأوحد والأنجح والأعلم والشامل الكامل وضرب بالعمل الجماعي والمسؤولية الجماعية والعمل بروح الفريق عرض الحائط، ونتج عن ذلك سلبية بقية العاملين وفضلوا سياسة القطيع على المبادرة والإبداع والشراكة والمسؤولية.
http://www.aleqt.com/2009/11/09/article_298903.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|