تحديات الصحة (4)
12-29-2011 06:16
من التحديات التي ستواجه الفريق الجديد للصحة بقيادة الدكتور عبد الله الربيعة التقدير العشوائي لحجم وانتشار وتكاليف الخدمات الصحية، فالتخطيط يأتي أولوية متأخرة بعد الجانب التشغيلي والتنفيذي، إلى جانب ضعف إن لم يكن عدم وجود تنسيق بين الجانبين التنفيذي والتخطيطي خاصة في المديريات وتبني بعض مديري الشؤون الصحية في بعض المناطق الكبيرة سياسة تنفيذية غير واضحة مع إهمال للجانب التخطيطي، مما أدى إلى تهميش معايير التخطيط الصحي واتخاذ قرارات لا تتفق مع تلك المعايير، مما سيؤدي إلى مشكلات رئيسية في البنية التحتية للخدمات وللقوى العاملة وتكلفة التشغيل وضعف الخدمات اللوجستية. فنجد مستشفيات تفتح بدون ملاكات وظيفية أو قوى عاملا وأخرى بدون مستودعات أو سكن داخلي للعزاب والعائلات خاصة التي تبعد عن المحافظات الكبيرة، وكذلك عدم وجود بنية تحتية لتقنية المعلومات... إلخ.
وهذا نتيجة لسوء التنسيق بين الإدارات مما يؤدي إلى سلسلة من عمليات التوقيع التي لا تنتهي.
وعندما أصبحت هناك سيولة وحاجة للأسرة وبدأت مسيرة مشاريع البنية التحتية أصبحت هناك تحديات أخرى ومنها عدم وجود أراض حكومية لتنفيذ مشاريع المستشفيات والمراكز الصحية، مما يؤكد ضعف التخطيط الاستراتيجي في السابق وعدم وجود تنسيق مع القطاعات الأخرى، كإمارات المناطق والمحافظات وأيضاً الأمانات.
إن من أهم الحلول التي ستسهم في تجاوز أغلبة تلك التحديات هي الحلول التقنية كالصحة الإلكترونية والتعاملات الإلكترونية الأخرى، ومما يواجه هذه الحلول المهمة مشكلات الاتصالات والربط، مما يتطلب تنسيقا استراتيجيا عالي المستوى مع الشركات المقدمة للاتصالات للإسراع في عمليات الربط.
على صعيد آخر، فغالبية المستشفيات والمراكز الصحية تعاني تدنيا أو عدم وجود البنية التحتية لتقنية المعلومات من شبكات وغيرها، وقد يتم تأمين أجهزة حاسب بدون شبكات أو شبكات بدون أجهزة حاسب أو كليهما بدون برامج تطبيقية موحدة فيبادر أحد المسؤولين بشراء تلك البرامج من السوق بدون تنسيق مع الجهاز المركزي لتقنية المعلومات، مما يترتب عليه جملة من المشكلات التقنية والتشغيلية.
إذا نظرنا لواقع تقنية المعلومات أو الصحة الإلكترونية فسنجد مجموعة من التحديات التي تواجه هذا الجانب المهم في الصحة، فالتخطيط الوطني للعمليات الإلكترونية وخاصة الاستراتيجي غير واضح أو ربما لا يكون موجودا، وعلى مستوى البوابات الإلكترونية نجد سيطرة المحاولات الشخصية على الجانب التنظيمي، فكل مدير مركز أو مستشفى يؤسس صفحة على الإنترنت ويتوقع أنها بوابة لمجرد أن الجميع فعلوا ذلك وفي آخر المطاف لا توجد بوابات إلكترونية تخدم المستفيدين من الخدمة وتوفر لهم كثيرا من التسهيلات والبرامج التوعوية والإرشادية، وقد تواجه بعض المشاريع مقاومة من العاملين لأهداف كثيرة، مما يتطلب إلزامهم بحد أدنى من المعلومات الحاسوبية لأغراض التشغيل وعلى رأسهم القياديون الذين أغلبهم لا يستخدمون تلك التقنيات بل يضعونها في المكاتب كجزء من الديكور المكتبي.
http://www.aleqt.com/2009/11/23/article_305616.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|