تحديات الصحة النفسية ( 2 )
12-29-2011 06:27
أعضاء الفريق العاملون في الصحة النفسية هم الإخصائي النفسي بكافة تخصصاته التي تزيد على أكثر من 45 تخصصاً رئيسياً ودقيقاً حسب تقارير الـ A.P.A والطبيب النفسي أيضاً المتخصص تخصصات دقيقة والإخصائي الاجتماعي والممرض النفسي وإخصائي العلاج في العمل, وتختلف أدوارهم تباعا للقيادة والقسم ومركز الرعاية الصحية الأولية والمستشفى العام والمستشفى المرجعي أو التخصصي هذا فقط في المجال الصحي .
الواقع مختلف ولا يمت لما هو موجود عالميا بصلة ويعتبر تحدياً لفريق الصحة بقيادة الدكتور الربيعة، فهناك عدم توازن وعدالة في تأهيل كل من الإخصائيين النفسيين والاجتماعيين والممرضين مقابل فرص محلية وعالمية لتأهيل الأطباء النفسيين وتسهيلات وحوافز . وعلى ضوء ذلك أصبح هناك خلل كبير وعدم توازن ليس في تقديم الخدمة فحسب بل في مفهوم الصحة النفسية والمعنيين بتقديمها وبالتالي فإن مخرجات الصحة النفسية «زي ما نشوفها» وضع مؤلم وسياسة إدارية أشبه ما تكون بإدارة عناية مركزة نفسية.
سأختار بعض المقارنات لتوضيح المفاهيم والأدوار المفترضة والواقعية للقوى العاملة في مجال الصحة النفسية، ففي الولايات المتحدة الدولة عند تحسين نظام الرعاية الصحية والذي تم اعتماده بالأمس القريب كانت الجمعية النفسية الأمريكية ممثلة في إخصائيين نفسيين في المجال السريري ممن أخرجوا مثل هذا التحسين في الرعاية الصحية كأعضاء رسميين دائمين أسوة بجمعية الطب النفسي الأمريكية والجمعيات الطبية المختلفة.
وفي بريطانيا على سبيل المثال، عند تجديد قانون الصحة النفسية «الذي لم يصدر حتى الآن في المملكة» كانت الجمعية النفسية البريطانية للإخصائيين النفسيين من الأعضاء الفاعلين في صياغة هذا المشروع أسوة بالكلية الملكية للأطباء النفسيين .
وفي مجال التأهيل، تبنت الهيئة السعودية للتخصصات تأهيل الأطباء النفسيين من الألف إلى الياء، وقدمت لهم الزمالة والدورات المتخصصة، ومن لا يحب أن يتعلم داخل المملكة، فالابتعاث مفتوح على مصراعيه في الصحة وغيرها من البرامج، ولهم الأولوية على بقية تخصصات الصحة النفسية.
وبالمقابل يوجد في المملكة ما يقارب 500 إخصائي نفسي يعملون في الصحة 95 في المائة منهم غير مؤهلين تأهيلاً عاليا ومن ذهب على حسابه الخاص وعلى حساب منح حكومات أخرى وعاد وضعت أمامه العراقيل وحورب بالنظام، وعندما أرغموا بالتسجيل المهني ومعادلة شهاداتهم يعاملون مثل الأطباء من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ويطالبون بساعات تعليم مستمر مثلهم مع الفارق أنهم يعملون دون تأهيل مهني ولا تقدم له دورات متقدمة ولا حتى جمعية علمية مهنية تحتضنهم ولا هم يحزنون.
إذا كان هذا حال أحد أفراد فريق الصحة النفسية الأساسيين الذي يقوم بدور علاجي غير دوائي، فماذا هي أدوار بقية أفراد الفريق، وماذا يمكن أن نسمي نوعية العلاج النفسي المقدمة في المملكة وجودتها؟ وكم ستصرف على ضوء ذلك من ميزانيات على الأدوية النفسية والسياسة المتمركزة حولها والآثار الاجتماعية والوطنية المترتبة عليها من حيث الإنتاجية والهدر المالي والبشري.
http://www.aleqt.com/2009/12/21/article_319922.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|