تحديات الصحة النفسية (1)
12-29-2011 06:32
اليوم نحن أمام منحنى خطير يهدد الصحة النفسية في المملكة وهناك الكثير من التحديات التي تواجهها الصحة النفسية وقد تصل إلى ما قد تسميه «أزمة الصحة النفسية» إذا لم يكن هناك تدخل عاجل لإعادة هيكلة الصحة النفسية والعودة إلى ما اتفقت عليه دول العالم وأكدته منظمة الصحة العالمية من أن صحة البشر العامة لن تكتمل بدون صحة نفسية شاملة ومتكاملة.
منظمة الصحة العالمية عززت هذا الثوب في دستورها عندما عرفت الصحة بأنها حالة من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا، لا مجرد المرض أو العجز.
ويمثل هذا الكلام المقتبس من موقع المنظمة بأن الصحة النفسية حالة من العافية يمكن فيها الفرد من تكريس قدراته الخاصة والتكيف مع أنواع الإجهاد العادي وإجهاد العمل بتفان وفعالية والإسهام في مجتمعه.
اليوم أين موقعنا من هذه المفاهيم ومن خريطة الصحة النفسية العالمية؟ وهل ما يقدم من خدمات تحت اسم الصحة النفسية فعلاً يحقق الطموحات والحاجات والمتطلبات والأهداف العالمية والمهنية والاجتماعية وغيرها؟
الدكتور سعيد هياس استشاري علم النفس السريري والعصبي في مركز العلوم العصبية في مدينة الملك فهد الطبية أشار مقاله إلى أن العامل السلوكي يلعب دورا حاسماً في نشوء المعاناة الصحية واستمراريتها رغم التدخل العلاجي وأن العامل السلوكي أصبح من العوامل المميتة وأن سببا من العشرة المسببات للوفاة هي سلوكية فالعنف والإيدز والمخدرات وحوادث المرور والسمنة وأمراض القلب والسرطان هي سلوك أو نتيجة لسلوكيات وأفكار وعلى هذا الأساس أشاروهاس إلى أن نظامنا الصحي بحاجة ماسة إلى التحويل السريع من المفهوم الحيوي الطبي إلى المفهوم الشامل (الحيوي - النفسي - الاجتماعي) ومن النظام الصحي العلاجي التقليدي الصرف إلى الوقاية ومن الرعاية الصحية المتمركزة حول المرض إلى الرعاية الصحية المتمركزة حول المريض.
وعندما نحاول ترجمة هذه المفاهيم العالمية للصحة النفسية على الواقع الصحي بوجه عام والصحة النفسية بوجه خاص سنجد أن العملية خارج نظام اللعبة الدولية وأن الصحة النفسية لم تعد من الأولويات وأنها تعمل بدون نظام شامل متكامل وتم اختزالها في المرض والطبيب النفسي والأدوية المهدئة ومضادات الاكتئاب والسوق والنتيجة سوق سوداء للأدوية المهدئة وإدمان وتحولات في الأمراض إلى مزمنة وشديدة ومحاولات انتحار ومشكلات سلوكية ومسلكية واجتماعية.
http://www.aleqt.com/2009/12/21/article_319922.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|