تحديات الصحة النفسية (4(
12-29-2011 06:50
اليوم أصبح التقليد الطبي الذي يتمتع به الأطباء النفسانيون جزءا من النفوذ الذي تتمتع به المهن الطبية أدى إلى تدمير السمات المميزة لعلم النفس الإكلنيكي في المملكة وحرم كثيرا من المستفيدين من وجود الاختلافات في البرامج العلاجية والتشخيصية والتقييمية.
تلك التقاليد السلطوية المهنية أيضاً حرمت البلد من الاستفادة والانتفاع من الدراسات والأبحاث في مجال تطوير وسائل التشخيص والتقييم والعلاج النفسي بجميع مهاراته وفروعه (غير الدوائية) فالكثير من الإخصائيين النفسيين الحاصلين على درجات الماجستير والدكتوراه أسهوا بشكل كبير في إثراء العملية العلاجية والتشخيصية والتقييمية من خلال أبحاثهم المحكمة داخل المملكة وخارجها، ولكن لم تتم الاستفادة منها ولا توجد جهة تستفيد وتتبنى تلك الدراسات التي دون شك ستسهم في تطوير مهنة الصحة النفسية بوجه عام، وما تسمى بالإدارة العامة للصحة النفسية والاجتماعية تشاهد الأمور من بعد كمراقب ومشغولة بأولويات أخرى ضمن المؤسسة الطبية التقليدية التي تؤكد أن الطبيب هو الشخص الخبير الأوحد والأمثل والأفضل لأدائه العملية العلاجية والتشخيصية.
المهم في هذا الإطار أن من أكبر التحديات ضياع الفرص للاستفادة من الأبحاث والدراسات النفسية التي أجريت على المجتمع السعودي والتركيز على الأبحاث في مجتمعات أخرى، مما عطل جودة التشخيص والتقييم والعلاج المقنن على البيئة السعودية وأعطى فرصا للاجتهادات والتجاوزات على الجانبين العلمي والمهني.
إلى جانب ذلك فإن من أهم التحديات التي ستورثها تلك السلوكيات غير العلمية عدم التوصل إلى حلول للمشكلات التي تواجه الصحة النفسية وأثرها على الصحة العامة من حيث ازدياد الحالات وتفاقم بعضها إلى درجة الانتحار والإدمان والحدة وتشردهم في الشوارع وازدياد حالات الإدمان على المخدرات والمؤثرات العقلية وازدياد الطلب على الأدوية المهدئة وكذلك العنف والعدوان الأسري والاجتماعي والكثير من السلوكيات التي تؤدي إلى الوفاة والبالغة أكثر من عشر سلوكيات أيدتها منظمة الصحة العالمية وأيضاًً ازدياد حالات الطلاق وغيرها من المشكلات السلوكية والنفسية والاجتماعية التي لا يمكن حصرها.
كل ذلك نتيجة عدم وجود حلول وبرامج وقائية وتأهيلية وتقييمية وإرشادية وعلاجية تتدخل مبكرا ً بما يتناسب وحجم وطبيعة وتكرار كل مشكلة وكذلك ارتباطاتها الثقافية والمعرفية والسلوكية.
وإذا مازالت تلك التحديات خارج إطار الجوانب العلمية والمهنية المتعارف عليها علمياً وعالميا ومهنيا. سننساق إلى المطالبة بفتح المزيد من مستشفيات الصحة (العقلية) والإدمان التي أقفلتها بعض الدول ومنعت التوسع فيها وتحولت إلى الإطار الحديث في تتناول المشكلات النفسية ومعالجتها بأشكال متنوعة ومدارس ونظريات مختلفة ومتعددة.
http://www.aleqt.com/2010/01/11/article_330907.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|