تطعيم اللاوعي
12-29-2011 06:56




هناك فروق مختلفة بين سلوكيات المجتمعات المتحضرة أو مجتمعات القانون والنظام والعمل المدني، وبين المجتمعات التي في طريقها إلى التحضر أو مجتمعات العالم الثالث أو النامي في مسألة الشائعات والخوف والتعاطي مع نوبات أو حالات الذعر والهلع.
في المجتمعات الأولى الإنسان من طفولته وهو يتعلم كيف يتعامل مع كل الأحداث والمفاجآت والطوارئ والأمراض، وفي ضوء ذلك تتكون لديه حصيلة معرفية هائلة لأنه يتدرب عليها ويمارسها في حياته بشكل تشبيهي ويسهم مع دولته في التعاطي مع كل شيء، بل يتطوع ويصبح المجتمع والدولة فريق عمل.
أما المجتمعات الأخرى النامية فالشائعات والقيل والقال والاندفاعات الحمقى دون تفكير على تجميع الأشياء وكثرة «القرقرة» وكل واحد يفتي من جهة وكل واحد ينتقد ويسب ويشتم «عمال على بطال» هي السمة السائدة على السلوكيات، وينمو في هذه المجتمعات كنمو الفيروسات من يطلق عليهم اختصاصو التأويلات والتفسيرات ومدققو الكلمات والنيات.
وفي الأزمات والأحداث والكوارث يضرب القلق والخوف العقول فتزداد الشكوك والأوهام ويضطرب من لديه الاستعداد للاضطراب فتبدأ سيناريوهات المؤامرة وسوء الظن والتشكيك في النيات والتحدث نيابة عن عقول الآخرين، ومن لديه ذرة من عدوان وحقد وغيرة وحسد فمثل تلك الظروف والأحداث ستكون أفضل بيئة ينمو فيها بتفوق كما ينمو تجار الأزمات.
المهم الخوف هو أحد أساليب التعلم وتعديل السلوك فلولا الخوف من إنفلونزا الخنازير في ظل هذه الثقافة السلوكية لما استخدمت أغلبية الناس المناديل عندما يعطسون ولما غسلوا أيديهم بالماء والصابون ولما ازداد وعيهم وثقافتهم الصحية، ورب ضارة نافعة وهذه فرصة ذهبية للطب الوقائي في المملكة، وربما يحتاج المرور والأمانات إلى مثل هذه التجربة للمزيد من الوعي الإجباري.

www.aleqt.com/2009/10/12/article_287040.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 271


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
0.00/10 (0 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.