" ثقافة الاستهتار واللامبالاة"
12-30-2011 06:32
من أمن العقاب أساء الأدب هذا مبدأ سلوكي في تعديل سلوك البشر وبدونه ستصبح الحياة من دون ضوابط سلوكية وتترك الأمور لضمير الناس وتربيتهم وقيمهم مما قد يوجد تفاوتاً بين سلوكيات البشر حسب وازعهم.
وقد رأينا في مجتمعنا العربي وبالذات السعودي الكثير من التجاوزات السلوكية غير العقلانية وغير المنطقية حول استخدامهم للخدمات العامة على سبيل المثال ويرون أن أي خدمة تملكها الدولة فهي متاحة للاستهتار وسوء الاستخدام بينما عندما تكون تلك الخدمة خاصة وتخصه في بيته ويدفع مقابلها الفلوس تجدهم يحترمونها ولا يسوء استخدامها. وفي المقابل نجدهم أكثر التزاماً بالأنظمة والآداب السلوكية عندما يكونون خارج بلادهم وفي دول تعاقب أي مقصر أو مستهتر بالخدمات العامة ويحسبها الواحد منهم ألف مرة قبل أن يقوم بأي سلوك غير مسؤول.
في المملكة ولله الحمد لا تنقصنا اللوائح والإجراءات والأنظمة والقوانين ولكن ما ينقصنا مجرد ممارستها على أرض الواقع وأيضا متابعة وتنفيذها حتى لا تموت في مهدها ومنها على ما أذكر - فذاكرتنا نسيت الكثير من القوانين بسبب عدم ممارستها وإخفائها في الأدراج - نظام أو قانون المخالفات البلدية لمن يرمي أي نفايات في الطرق والأماكن العامة وغيرها من الممارسات السلوكية المخالفة للآداب والتحضر كالكتابة على الجدران... إلخ.
ومما يلفت الانتباه أن المراقبين والمسؤولين في البلديات يشاهدون صباحاً ومساءاً مثل تلك الممارسات ولا يحركون ساكناً فهل وصل بهم الحال إلى اللامبالاة؟ ولماذا يكونون بمثل هذا الحال المحبط ما داموا يملكون الصلاحيات الجزائية؟! مما عزز لدى الناس أيضا اللامبالاة بل قد يصل بهم إلى العدوان كنزع الأشجار وتكسير الألعاب والمنشآت وترك الجمر بعد الشوي على النجيلة في الحدائق لنشاهد ما يحصل في الحدائق والممرات العامة يومياً من نتائج تلك الممارسات غير المتحضرة وأطنان النفايات المتناثرة في كل مكان من تلك الحدائق والبائعين المفترشين أجزاء من تلك الحدائق وممرات المشاة.
إن ما سيؤرق ميزانية و مجهودات الدول استهلاك الموارد بصفة عامة من خلال عدم تنفيذ القوانين والأخذ بمبدأ الصيانة الوقائية وسنجد أننا نرصد ونزيد في المخصصات الخاصة بالصيانة الناتجة عن اللامبالاة.
http://www.aleqt.com/2007/07/28/article_9535.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|