المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
ثقافة التجريم .. الحل السجن
ثقافة التجريم .. الحل السجن
12-30-2011 06:39







قرار خادم الحرمين الشريفين بالمسجونين قرأته
قراءة القرار الإصلاحي لمؤسسة كان من المفترض أن تكون إصلاحاً للبشر إلى مؤسسة أصبحت ميراثاً ونتيجة لأخطاء مؤسسات وبشر أسهموا بشكل كبير في إدخال الناس إلى السجون .
إذا أردنا أن نقيم السجون كمكان وبيئة فمهما حاول القائمون عليها إصلاحها فلن تتجاوز إصلاحاتهم نسبا معينة قد تكون شكلية ، فالسجن أفضل بيئة ناقلة للأمراض سواء جنسية أو وبائية ومعدية ، وأفضل بيئة لتعلم عادات سلوكية جديدة لا تخدم المجتمع ، وهو مكان مناسب لتفريغ احباطات الناس وعدوانيتهم على المجتمع ليس لأن السجن أو القائمين على السجون هم السبب بل لأن المكان أصلاً مرآة وأرضية لما يحدث في المجتمع من ممارسات سلبية ، وعليهم التعامل معها كما هي وإذا تجاوز السجن دوره في الإصلاح فهذه ليست مشكلة السجن بقدر ما هي مشكلة من أدخل الناس إلى السجن وكومهم على بعض دون أن يقوم بمبادرات إصلاحية وقائية وعلاجية فعالة للقضايا الاجتماعية والشخصية .
السجن كالطلاق الذي بلغ ذروته في السعودية وهو محصلة نهائية لما يحدث من صراعات داخل المؤسسة الزوجية وثقافة الزواج التي لا تجد بالمقابل مؤسسات وأشخاصا متخصصين لحل المشكلة وتثقيف الناس فما على المتضرر إلا أن يطلق أو يخلع نفسه ، وإذا كانت العلاقة بهذه النسبة المخيفة فماذا عن التوافق الزوجي؟ ألا يعلم الناس أن أغلب الأزواج مضطرون للعيش كأزواج (خيال مآته) لمجرد التكيف الاجتماعي فقط والخوف من التبعات الأخرى وكل واحد عايش في حاله ألا يعلم الناس أن نسبة عالية من الأزواج لديهم مشكلات نفسية عميقة كالغيرة المرضية والشك والشعور بالاضطهاد ولا يوجد من يكتشفهم ويعالجهم ويمرون على المصلحين والقضاة مرور الكرام؟
السجن كالتعاطي الذي يتفاقم وأغلب الحلول المتواضعة ركزت على الجانب الأمني، فالناس يتعاطون كل شيء ولا نسأل لماذا يتعاطون وما الذي أوصلهم إلى هذه الحالة وإذا قبض على أحدهم أودع السجن ليقوم السجن بدور العلاج له ولأسرته من التعاطي ؟!!!
السجن هو نتيجة لثقافة تجريمية تتبناها فئة واسعة ممن يملكون صلاحيات القبض وإصدار الأحكام ويتربعون على مؤسسة الدولة وهذه الثقافة ليس لديها استعداد للحل أو الوقاية وهي ثقافة سلوكية معرفية لا تخلو من مشاعر العدوان والغضب الداخلي لأفرادها والنتيجة ورطوا الناس والدولة بقرار الحل النهائي، العقوبة هي الحل ومن خلال السجن .. وأصبح السجن مرتبطا بالعقوبة والعقوبة مرتبطة بالسجن وتيتمت أسر وانتهت محكومية الكثير من النساء ولم يجدن من يتسلمهن وامتلأت دور الأحداث ورعاية الفتيات ويا خوفي يصبح دخول السجن بالحجز والواسطة وننشغل بتوسيع السجن والدور وفتح المزيد منها على حساب ثقافة التسامح والإصلاح والعفو وبرامج الوقاية والرعاية القبلية .. فكيف ينفك هذا الارتباط السلوكي المعرفي وهل يستطيع اصطلاحيو السجون الحاليون وفئات المجتمع المدني التطوعيون حل هذا الارتباط في ظل بيئة خارج السجن تملك قرار الدولة ولا تحل مشاكل الناس، ومقتنعة بثقافتها التجريمية والتأويلية لأفكار وسلوك الناس.
الرسالة يا أبا متعب وصلت ولكن كما أعلم ناتجة عن معاناة عظيمة، وثقيلة كثقل الجبال وهي طريقة جديدة في الإصلاح عندما يكون الشق أكبر من الرقعة وبأسلوب الهرم المقلوب .

http://www.aleqt.com/2006/06/17/article_5554.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 339


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (9 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.