جرائم العمالة.. من المتسبب؟
12-30-2011 06:55
أصبحنا نصطبح يوميا على ما تتناقله وسائل الإعلام من جرائم و جنايات وإضرابات وحركات من تحت الحزام وإهمال أبطالها العمالة الوافدة التي تعمل لدى شركات التشغيل والصيانة والمؤسسات التي تقدم الخدمات سواء غذائية أو إنشائية أو صحية.. إلخ.
أعزائي، لا يوجد سلوك في الدنيا دون دوافع ومحرضات وما يقوم به أولئك الأشخاص من عدوان وتخريب وأساليب ملتوية للحصول على الأموال عادة ما يكون الدافع إليه دافع إنساني كالشعور بالغبن والضغط المادي والمشكلات الأسرية التي يعانيها في بلده، التي هي نتائج لمشكلات مالية وما يدفعه من مبالغ من أجل الحصول على فيزا للسفر من أجل العمل في السعودية، إضافة إلى الفقر وضغوط العمل.
رجال الأعمال لدينا أصحاب تلك الشركات والمؤسسات يتحملون النسبة العظمى من نشوء هذه المشكلات، وهم من غذوا ودفعوا أولئك لمثل تلك السلوكيات نتيجة للممارسات اللا مسؤولة والضغوط التي تُمارس تجاه تلك العمالة التي أغلبها لا يتفق مع حقوق الإنسان، فهناك قائمة كبيرة من تلك الممارسات ومنها تدني مستوى أجورهم التي لا تزيد في الغالب على 400 ريال، دون توفير الأكل والسكن، إضافة إلى إجبارهم على السكن في أماكن غير لائقة إنسانيا ودفعهم للعمل ساعات تتجاوز الساعات المنصوص عليها بنظام العمل والعمال دون بدل مالي إضافي. ومن أمثلة ذلك قيام شركة من شركات التشغيل والصيانة باستهلاك عمالها ودفعهم للعمل في مؤسستين حكوميتين، عمل صباحي في وزارة وعمل مسائي في مؤسسة اجتماعية حكومية، بمبالغ زهيدة ودون فترات للراحة أو إجازات، ناهيك عما تقوم به بعض المؤسسات من أخذ إتاوات مقابل التستر أو التهديد بالتسفير وقطع الرزق، ونعرف ماذا سيحدث له من أمور في حالة عاد إلى بلده خالي اليدين.
بالله عليكم، لو وضعنا أنفسنا في ظروفهم وفي المواقف التي يعيشونها ماذا نفعل؟ لقد أثبتت الدراسات أن منع أو إيقاف حصول الحيوانات الأليفة على حاجاتها الأساسية يدفعها للتحول إلى حيوانات عدوانية وغير أليفة! إذا ماذا سنقول عن الإنسان؟
مشكلاتنا الجنائية أغلبها مستورد ومن خلال العمالة الوافدة، ولكن في حقيقة الأمر من تسبب فيها إخواننا ممن ينتسبون إلى رجال الأعمال وهم في حقيقة الأمر يحتاجون إلى تعديل في سلوكهم وفكرهم حول مفهوم الثروة والحصول على المال بالطرق المنطقية والعقلانية، ونحن نعرف أن أغلبهم لا يعرف كيف أصبح رجل أعمال، وأصبح يتعامل مع البشر كحيوانات يحلبها ليل نهار، وأغلبهم لا يدري كيف تدار مؤسساته من كثرة سفراته ومن يديرها في حقيقة الأمر ليس من أبناء البلد والنتيجة نحن كمجتمع ندفع الثمن على حساب مغامرات طفولية.
http://www.aleqt.com/2008/11/10/article_14302.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|