المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
«اللي يده في الموية ما هو مثل اللي يده في النار»
«اللي يده في الموية ما هو مثل اللي يده في النار»
12-28-2011 05:44



د. عبد الله الحريري
من السهل أن ينتقد أي واحد منا الآخرين ومن الأسهل أن تقدم لهم النصائح, فالناقد والناصح أول الكاسبين وأقل الخاسرين, ومن يملك بعض الحقائق والمعلومات وليس كلها هو أكثر الناس جرأة وعدم خوف لأنه لم ولن يعايش الظروف التي يعيشها المنتقد ولم يمر بالصعاب والتحديات والتوترات والعقبات التي يمر بها الذين يعيشون ويمارسون الواقع.
الأشخاص كثيرو النقد عادة لا يملكون المعلومات كاملة ولا حقائق الأمور وبواطنها وهم أكثر الناس تقديما للحلول غير العملية, وعادة ما يلجأون بتطرف إلى نقد كل شيء وهي كنوع من الحيل النفسية اللاشعورية خوفاً وحماية لأنفسهم من نقد الآخرين أو للفت الانتباه عن أفعالهم التي عادة لا تتناسب مع أقوالهم.
عادة ما يؤمن المنتقدون بأن خير وسيلة للحصول على ما يريدون هو الهجوم على الآخرين حتى يضعوا الآخرين في موقف المدافع وبالتالي يصبح لهم مكانة في المجتمع كالذي يحلل وينظر في الألعاب الرياضية وهو لا يمارسها وربما غير مقتنع بممارستها ويضع نفسه على مستوى الخيال في مكان اللاعبين الذين يتعبون ويتمرنون ويتعرضون لألوان مختلفة من الإجهاد النفسي والعصبي.
كثير من الناس تعودوا إشغال أنفسهم والآخرين بألوان مختلفة من النصيحة والنقد وبالمقابل نسوا أنفسهم وما يفعلون، وأصبحت تلك السلوكيات مصدر رزق وأخرى مصادر للكسب المادي والتذاكي الاجتماعي, بينما هم على مستوى الواقع فارغون من المحتوى الفكري والعلمي وإسهاماتهم على مستوى تطور ونمو المجتمع لا تذكر, بل قد تتحول سلوكياتهم عندما لا يلتفت إليهم معاول هدم لمعنويات الآخرين وجهودهم.
ومن الأساليب السلوكية التي يتخذها الناقدون التركيز على الجزيئات مقابل تجاهل الكليات فنجدهم يضخمون سلبيات الجزيئات إلى الدرجة الكارثية ويمرون مر الكرام من عموم الإيجابيات, ويحاولون المفاتحة بالعبارات التي تبدو للناس أنها الحق ولكن في حقيقة الأمر يراد بها باطل.
من أفضل المهارات السلوكية للتعامل مع أولئك التجاهل وإعادة السؤال عليهم دون إجابة وعدم الانصياع لانتقاداتهم بالإجابة بل بالصمت والإنصات, والرد بالابتسامة دون غضب, ومحاولة تغيير مجرى الحديث بأمور أخرى للتشتيت, والطلب منهم إيجاد الحلول, واستخدام أسلوب لعب الأدوار والأهم من ذلك عدم الدخول معهم في لقاءات إعلامية، وهناك كثير من المهارات السلوكية والمعنوية التي تكسر الحلقات التناورية لديهم.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 702


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (11 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.