المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
حان وقت الرحيل فلا تخسر
حان وقت الرحيل فلا تخسر
12-30-2011 09:59






كثير من الناس يتعرضون للضغوط في العمل كونه مصدرا رئيسيا من مصادر الرزق، وعندما يهدد الإنسان في مصدر رزقه ينتابه الخوف على المستقبل، ويحبط وربما يكتئب، حتى الشخص الذي يحال إلى التقاعد يصاب بخيبة الأمل ويعيش أسابيع وربما أشهرا وهو حزين ويلوم الآخرين على الرغم من أننا نؤمن بأن أي إنسان لابد أن يترك العمل يوما ما، ولكن عاداتنا الفكرية والسلوكية تتمسك بمكان العمل وبمجرد تحركنا ومحاولاتنا للتنفيذ نجد صعوبة في الانفطام ونؤخر الوقت ونسوف، ولكن عندما يتخذ أي إنسان قرار ترك أي عمل يسبب له الضغوط ويحس بعدم الارتياح والإنتاجية والصراعات في الغالب يجد ما هو أفضل، وأخيراً الله هو الرازق ثم ما تقوم به من مجهود وخبرات تراكمية وما تحتويه خبرتك الذاتية من إنجازات.
وغالبا نجد أن الكاسب الأكبر هي الإنسان ذو الخبرة وليس صاحب العمل، فالخبرات التراكمية عادة ما تكون في صالح الموظف ويستطيع أن يسوقها في عمل خاص أو لدى صاحب عمل آخر، أو لدى الآخرين وبمجرد أن يجلس الإنسان مع نفسه ويعيد ترتيب حساباته وأهدافه والخطط البديلة التي لديه سيجد نفسه أكثر واقعية للتخلص من فكرة أنه لا بد أن يستمر في عمله، فهذه سنة وقانون حياة. ففي البطولات الرياضية لا بد أن يفوز ويخرج غير الفائز وهذا ما يمكن أن نطلق عليه رياضة أو تفكير المحترفين. فنحن عندما نعين في أي عمل لا نعين إلا لنتركه أو يتركنا هو برغبتنا أو دون رغبتنا، والحياة ربح وخسارة واستبدال وإحلال وفريق يأتي وفريق يذهب، وذوو الخبرات هم ثروة حقيقية لأي شركة لكن يجب ألا يعتقدوا أن قيمتهم تلك وبال عليهم فهي إضافة إلى ما يضاف من إيجابيات في حياتهم وإن كانت بعض المؤسسات تنظر إلى تلك الثروة على أنها مجرد نفقات قد تضاف أو تخصم وفقاً للأرباح، فهذه أسوأ ما ترتكبه المؤسسات، فالاستثمار في البشر هو من الأصول الشبيهة بالثابتة على الرغم من كونها أصولا متغيرة وغير ثابتة.
ومعتقدات أرباب العمل أو المديرين يجب ألا تكون سلبية وعدائية تجاههم حتى لا تفقد التواصل والتعامل، فالتجارة أو أي عمل يقوم على تعامل أخلاقي، ولا يمكن أن يقوم أو يستمر دون البقاء على العلاقات. فالحياة تبادل منافع وأدوار، وغالباً عندما يخرج أحد ذو الخبرة من أي مؤسسة دون شك سيكون في مؤسسة أخرى أو يعتلي منصبا لخبراته أو يُكوّن شركة أخرى له أو لغيره. وفي آخر المطاف حياة العمل عبارة عن قرية واحدة لابد من الالتقاء يوما ما ولابد من أن يحتاج أي منا إلى الآخر، فالبقاء للإنسان وليس للمال.
ويجب ألا يكره أي فرد مؤهل تركه للعمل فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، ولا يجب الإكثار من إلقاء التبعات، ولا يهم من الذي نلقي عليه التبعات بل ما يهمنا هو الحقائق على أرض الواقع وكيفية التعامل معها بمنطقية وعقلانية وواقعية .. وأخيراً تذكر أنه سيحين وقت الرحيل فلا تخسر كل شيء.

http://www.aleqt.com/2007/03/31/article_8352.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 327


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
1.00/10 (12 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.