حماية الحريات والخصوصيات
12-30-2011 04:29
قد يدفع العدوان البعض إلى ارتكاب حماقات عديدة قد تصل إلى مرحلة التدخل في خصوصيات الآخرين وأسرارهم وحقهم في العيش بأمان واحترام وابتزازهم كونهم بشرا أخطأوا خطأ ما.
القضية تكمن في مفهوم اجتماعي بأن الإنسان ليس من حقه أن يكون حراً في قراراته الحياتية التي تخص سلوكه وهو مسؤول عنها وعن تصحيحها فالله غفور رحيم، ولأن ذلك المفهوم مطاط أصبح كل شخص يتعدى على حرية الشخص الآخر على كيفه ويضع قوانينها التي يمارس من خلالها التعدي على خصوصيات وحريات الآخرين، وفي نفس الوقت فإن التركيبة الاجتماعية لمجتمعنا كمجتمع يتميز بالشبكة الاجتماعية المتداخلة من خلال الانتماءات القبلية والأسرية والمصالح، تعزز تلك السلوكيات فالأخ وابن العم وابن القبيلة والأسرة لا بد من أن يخدم ويتواطأ مع الآخر وينفذ ما يطلبه منه، فإذا كان في مؤسسة عامة أو خاصة يمكنه استغلال نفوذه وعمله في الكشف عن أسرار الآخرين إما بالورق وإما الصوت وإما الصورة ومن ثم تبدأ رحلة التجسس على الآخرين، ويتطور ذلك السلوك العدائي إلى سلوك اجتماعي مع وجود التقنيات الحديثة في أجهزة الاتصالات كتسجيل المكالمات سواء العاطفية أو غيرها واستخدامها كوسيلة ضغط على البنات أو على الأشخاص.
ما أخشاه في عدم وجود قانون لحماية حريات وأسرار وخصوصيات البشر أن تفلت العملية من اليد ويبدأ من في قلبه مرض استغلال القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية من مبدأ كلمة حق ولكن يراد بها باطل من أجل إيقاع أكبر ضرر بالأشخاص، لأن من يعمل ذلك السلوك كما ذكرت في أول المقال يعاني من خلل سلوكي يتمثل في سلوك العدوان، فبدلاً من استخدام السلاح لأن القانون لا يرحم مستخدمه يوجه عدوانه باستخدام أسلحة أخري تحظى بدعم وتلذذ اجتماعي.
لقد حسم القرآن الكريم موضوع التجسس ومنعه منعاً لا جدال فيه ويجب إلى جانب تجريم التعدي على الخصوصيات إصدار قانون يتوازى مع قانون الشكاوى الكيدية والقذف وأن لا يسمح من حيث المبدأ قبول أي قضية أساسها مثل تلك السلوكيات وعدم إعطاء الفرصة لتقبل أولئك العدوانيين وكفاية ما نعانيه من فاعلي الخير الذين يعملون في الظلام.
www.aleqt.com/2005/12/17/article_3763.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|