المقالات
مقالات د. عبدالله الحريري
«الموصلاتية» .. كيف نصل؟!
«الموصلاتية» .. كيف نصل؟!
12-28-2011 05:45



د. عبد الله الحريري
من الأمور التي بدأت تشغل الأسر في العاصمة الرياض موضوع المواصلات مع بداية العام الدراسي - حيث الرحلة اليومية للطلاب والطالبات لمدارسهم وجامعاتهم - باتت هاجسا يؤرقهم، ومع انتقال جامعة نورة إلى مبناها الجديد وكذلك الانتقال القريب لجامعة الملك سعود قسم الطالبات ستزيد الأزمة، وفي ظل هذا الوضع تواجه خطط وميزانيات الأسر ضغطا بل وصل الحال إلى أن تبددت آمال وطموحات بعض الطلاب والطالبات في تحقيق أبسط حقوقهم لمواصلة مسيرتهم التعليمية.
بسبب المواصلات ظهرت سوق جشعة أسميها "الموصلاتية" يقتحمها كل من هب ودب وأصبحوا هم من يضعون قواعد اللعبة.
المواصلات وأزمتها امتدت لداخل الأسر، فقد أحدثت مشاكل وخلافات داخل بعض تلك الأسر على من له الحق في الوصول لوجهته أولا ومن عليه أن ينتظر. بسبب المواصلات تحولت السعادة إلى معاناة وصداع محموم من اجل أن يصل الإنسان إلى مبتغاه بسبب الزحام الخانق.
لا أبالغ إذا قلت إنه بسبب أزمة المواصلات تغيرت الأولويات والميزانيات.
بسبب المواصلات أصبح مستخدمو الطرق أكثر عرضه للحوادث الصغيرة وتلف المركبات والمزيد من الخسائر نتيجة للسباق من أجل الوصول وكسب الوقت... الغريب في الأمر أننا ما إن نخرج من أزمة حتى ندخل في أزمة أخرى، فمع انتهاء وحل أزمة القبول في الجامعات نواجه اليوم أزمة كيف يتم الوصول لهذه الجامعات وهذا ما يدعو للتساؤل حول التخطيط التنموي والمجتمعي والتنمية المحلية الشاملة وعملية التوازي والتوازن بين المشاريع وخاصة الخدمية كالطرق ووسائل النقل العام والكهرباء والماء وما يقابلها من نمو في بقية المشاريع الحيوية كالجامعات والمؤسسات الأخرى.
نحن ما زلنا نتكلم عن الأساسيات وهذا يعني أننا ما زلنا نصارع من أجل الضروريات ولم نخرج بعد عباءتها وهي عباءة ما يسمى بالعالم الثالث.
الرياض اليوم تحتاج إلى مساحات في الأحياء عبارة عن محطات للحافلات لتقوم كل أسرة بإيصال أبنائها إلى تلك المحطات ثم تقوم الحافلات سواء حافلات نقل عام أو نقل مدارس وجامعات وبمواصفات عالية الجودة والراحة لتنقلهم إلى محطات داخل تلك الجامعات وبالقرب من مدارسهم، وأيضا للموظفين بحيث تُنشأ محطات للتفريغ أمام الوزارات والمؤسسات والمجمعات الحكومية وعلى الشوارع الرئيسية، وبهذه نضمن وصول آمن ومضمون ودون استغلال وبأقل التكاليف الاجتماعية والأسرية ولا مشاكل للطلاب والطالبات، إلى جانب التقليل من خطر مزاحمة سيارات السواقين و"الموصلاتية" على الطرق، ويمكن استغلال تلك المحطات بقية اليوم وبالذات أوقات الذروات وأن تكون أيضا نواة كمحطات توزيع وتفريغ لمحطات القطارات المقبلة.
المهم أن نبدأ بتوفير تلك المحطات من المواقع المتاحة الآن ودون تأخير لدى البلديات كالساحات حتى وإن استؤجرت بعض الأراضي غير المستغلة بين المخططات لهذا الغرض لحين توفير مواقف للحافلات سواء ساحات أو متعددة الأدوار ومحطات نموذجية.
أعتقد نحن بحاجة لإعادة التفكير بواقعية وعقلانية في وسيلة المواصلات الحضارية وهي النقل العام وليس من يقود السيارة. والمهم في آخر المطاف أن أصل إلى الموقع الذي أريده بأسهل وأرخص وآمن الوسائل وبدون توتر وإجهاد ومشاكل.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 398


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
0.00/10 (0 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.