ذراع استشاري مهمل!!
12-30-2011 04:49
جمعيات المجتمع المدني على مستوى العالم هي التي نهضت بالعلوم ودافعت عن الحقوق المهنية وليست الحكومات عندما يتم الاعتراف بها كشريك له الحق والدور في الشراكة الحقيقية، وأثبتت الجمعيات العلمية لدينا خلال عمرها الزمني أنها تختزل إمكانيات بشرية وطاقات علمية لا يستهان بها، وبعد الدعم المادي الكبير الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين لها بمنح كل جمعية مبلغ عشرة ملايين ريال، ينتظر منها بذل المزيد من الجهد وترجمة الكثير من المهام لخدمة هذا الوطن المعطاء.
وليس غريبا أن تتميز هذه الجمعيات وتكون محل عناية ودعم الملك المفدى إذا علمنا أن من يقوم عليها هم خيرة أبناء هذا البلد ممن أمضى جل عمره في التعلم والتعليم سواء في الصروح الجامعية أو بين أروقة أقسام المستشفيات أو وسط معامل المختبرات، فضلا عن أن هذه الجمعيات تضم في مجالس إداراتها كوكبة علمية تملك الخبرات الكافية في مجال تخصصها وهي التي أمضت سنوات كثيرة في مجالها، ولا ننسى الأعضاء سواء المتفرغين أو أصحاب العضويات غير المتفرغة، وجميعهم يقدمون آراء ووجهات نظر في مجال تخصصهم تستحق التوقف أمامها ودراستها بتمعن.
من هنا أعتقد أن على الوزارات والهيئات الآن وأكثر من أي وقت مضى الخروج عن نطاق التمحور حول إطارها البيروقراطي والاستعانة بخبرات الجمعيات العلمية حسب الاختصاص، فهذه الجمعيات وكما أشرت تزخر بالخبراء والاستشاريين الذين تجمعهم مظلة عملية من أهم أهدافها خدمة الوطن ورفع العلم وإثراؤه وتلاقح الأفكار وتحسين جودة المهن ذات العلاقة بتخصصاتهم.
في ظني أن الاستعانة بمثل هذه الخبرات الوطنية سيكون مردودها أكبر وأكثر فائدة لأنهم فضلا عن خبرتهم العملية ومستواهم العلمي أدرى بحاجة مجتمعهم وطبيعته، وبدلا من القفز إلى الخارج واستقدام خبرات أجنبية لكل موضوع سواء صغر أو كبر، أتساءل: لماذا لا نستفيد من هذه العقول ونفتح طريقا للتعاون معهم ودعمهم دعما للجمعيات المنتمين لها بشكل غير مباشر؟ وهناك عدة أطر وأشكال لمثل هذا التعاون والاستفادة، لعل منها توقيع مذكرات تفاهم مع هذه الجمعيات لتكون ذراعا استشاريا لتلك الوزارات والهيئات، وفي هذا الإطار يمكن إشراكهم ودمجهم مع الشركات الاستشارية العالمية وغيرها عند إجراء الدراسات، فهم كفاءات تتمتع بخبرة طويلة ومحايدون فضلا عن كونهم أعضاء متطوعين, وقبل كل شيء مواطنون، مقترح أسوقه لكل مسؤول لعل وعسى. بل أعتقد أنه من الواجب الاهتمام والالتفات للعمل الذي تقدمه مثل هذه الجمعيات، التي لا ينقصها الحماس والجدية والمثابرة, كيف لا وجل أعضائها من المتطوعين الذين يعملون دون أجر بل يدفعون من جيوبهم لدعم جمعياتهم وهمهم أن تصل رسالتهم وأن يقدموا ما بوسعهم لخدمة وطنهم الذي منحهم الكثير، وهذه ستكون نافذة مناسبة لإيصال رسالتهم والقيام بدور مهم في البناء والتخطيط والمشاركة في تطور ونهضة بلادنا الغالية. أم أن زامر الحي لا يطرب؟!!
ضوء في آخر النفق:
من أقوال الفيلسوف اليوناني أفلاطون: من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لا تكلفه شيئا فسوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف بأغلى سعر.
www.aleqt.com/2011/04/18/article_528114.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|