رجل «اللقافة» الأول
12-30-2011 04:55
ما بين وقت وآخر يخرج أحد المسؤولين ويصرح بأن المواطن هو رجل المرور الأول أو رجل الأمانة الأول إلى أن يصبح المواطن هو كل شيء، ويصدق هذه الشعارات وعندما يحاول ممارستها يجد أمامه الكثير من العقبات حتى يقال عنه الملقوف الأول.
المواطن الآن أكثر وعيا من قبل، وأصبح يعرف أن كثيرا من الوعود والشعارات التي يطلقها أغلب المسؤولين هي مجرد استهلاك إعلامي؛ لأنه لا يجدها تمارس على أرض الواقع، بل قد يجد من أولئك سلوكيات لا تتناسب مع الشعارات التي تحدثوا بها مما خلق عنده نوعا من أزمة الثقة وتحولت تلك الأزمة إلى مقاومة وعدم تعاون عند البعض لأي تغيير أو تجديد.
اليوم لن يكون هناك أمام أي مسؤول خيار إلا المصداقية وبث الروح الإيجابية لدى المواطن من خلال تأسيس شراكة مجتمعية، وإلا سيصبح أي جهاز حكومي أو خدمي معزولا عن تفاعل الناس ومثارا للانتقادات، ولن يستطيع أي جهاز حكومي من الوفاء بالتزاماته مهما حاول أن يتضخم ويزيد من عدد موظفيه إذا لم يحتو الناس ويحثهم على العمل التطوعي، وإنهم فعلا مسؤولون من خلال برامج وطرق واقعية تشجعهم وتحفزهم على الشراكة.
وإذا كنا نؤمن بأن المواطن شريك إيجابي، فلا بد أن نأخذ رأيه قبل أي قرار ونجعله يشارك في صنع القرار حتى لا يصبح مجرد مواطن متلق وسلبي، وعندما يتحفظ بعض المسؤولين عن إشراك المواطن بحجة السرية، فأعتقد أن هذا نوع من الوصاية على الناس، فالأمور السرية ستكون معلنة اليوم أو غدا، وستكون متاحة ومستخدمة من قبل الناس، فلا داعي لوسوسة المفرطة في التحفظات وطبخ القرارات في غرف مغلقة ما دام المواطن هو المستفيد الأول منها.
www.aleqt.com/2010/05/31/article_400252.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|