سلطان .. أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
12-30-2011 05:01
مع ضغوط الحياة المختلفة على الإنسان، أصبح اليوم أكثر حاجة من قبل للحفاظ على صحته النفسية وتقديره لذاته، وأصبحت تلك الضغوط تلعب دورا في تهديد الحياة والصراعات وبوجود أشخاص من ذوي الهامات العليا ممن لهم دور في التخفيف على الناس من تلك الضغوط كفقيدنا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز- رحمه الله- تهون على الناس المصاعب والضغوط، ويصبح المجتمع مجتمع التكامل والتراحم والتعاطف، وهذا ما يميز مجتمعنا قادة وشعبا.
لقد كان الأمير سلطان صاحب الابتسامة المشرقة يتسم بذكاء عاطفي من النادر أن تجده في القادة، ويتضح هذا من تعاطفه مع الناس وسد حاجاتهم واستخدام المعرفة والمال بطريقة لها معنى وهدف، فقد كانت لديه القدرة الفائقة للتفكير الإيجابي وتوظيف هذه القدرات لإيجاد علاقة توافقية بين عقله وقلبه، لذلك كان- رحمه الله- يبحث ويتابع ويعالج آلام الناس ويشاركهم همومهم خلال الأربع والعشرين ساعة، فهو كريم وصاحب عطاء لا يبخل بالوقت أمام معاناة الآخرين ومسح دموعهم ومواساتهم.
كان- رحمه الله- يتميز بقدرات عالية من الذكاء اللغوي والمنطقي والشخصي والاجتماعي، فعندما يتحدث يحسن نقل المفاهيم بطريقة واضحة ويعرف معنى ما يقول ويحسن إلقاءه، ونستدل بذلك عندما يخاطب منسوبي القوات المسلحة بقوله (إخواني وزملائي).
لقد كان ذكاؤه الاجتماعي في قوة ملاحظته وتذكره وسؤاله عن زملاء في القوات المسلحة وغيرهم، بالإضافة إلى ما يتميز به من ملاحظة دقيقة ومعرفة بالفروق الفردية بين الناس وخاصة طباعهم وأمزجتهم ومعرفة رغباتهم ودوافعهم وقد كان ذو ذكاء مكاني في سعة إدراكه للتطورات في العالم ومعرفة الاتجاهات وتقدير المسافات بين الأمور والأحداث، وكان يتميز بذكاء بيئي وهي القدرة على الاهتمام ورعاية الطبيعة وما فيها من حيوانات ونباتات عندما أسس ورعى الحياة الفطرية في المملكة واستصدر التشريعات الخاصة بالحماية وأقام المناطق المحمية إلى جانب تشجيع وإجراء البحوث العلمية في مختلف حقول علوم الحياة، خاصة ما يتعلق بالنباتات والحيوانات التي تعيش في البيئات الطبيعية، وخلق فرص عمل للمواطنين بشكل متميز في مهن جديدة على المجتمع.
نحن أمام نموذج للشخصية ذات القدرات العقلية والعاطفية والاجتماعية وغيرها من القدرات العالية والرائعة فماذا يا ترى يجب علينا بعد فقدانه؟!.
أعتقد أمامنا الكثير من العمل لتحقيق ما كان يأمل به ويطمح إليه في مواصلة ما قام به، وأن نقتدي به في كل عمل إنساني يخفف من آلام الناس، ويضفي عليهم السعادة، وأن نقتدي به في كل عمل ما من شأنه تطوير وإسعاد البشرية، والحفاظ على البيئة وبث روح التآخي والتعاون والتلاحم بين الناس، وصدق رسولنا الكريم عندما قال: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس". رحمك الله يا سلطان الخير والإنسانية والسعادة وأسكنك الله فسيح جناته و"إنا لله وإنا إليه راجعون".
www.aleqt.com/2011/10/24/article_592488.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|