سلوكيات حتى إشعار آخر
12-30-2011 05:05
في الدراسات السلوكية التي أجريت على الإنسان والحيوان لوحظ أنه بعد أي فوضى يتجمع الناس أو الحيوانات ويختارون قائداً لهم، ولوحظ أيضا أن القائد يكون بارزا بشكل تلقائي لما يقوم به من سلوكيات تنظيمية وإدارة للمجموعة.
إذا لماذا بعد الفوضى ترغب تلك التجمعات في التنظيم والامتثال للقيادة وعدم الخروج عن المجموعة؟
كما يبدو هناك حاجة ملحة لتحقيق الذات قد تبدو أكثر وضوحا لدى الإنسان، ومن عناصرها الرئيسة إشباع الحاجات الأساسية من أكل وماء وهواء وجنس وحب استطلاع وأيضا حاجات أخرى اجتماعية وفكرية وثقافية ودينية، وحتى يستطيع الإنسان أن يحققها لا بد من توافر بيئة آمنة مطمئنة منظمة ولديها قانون يحكم الجميع حتى تعم الفائدة ويستطيع كل فرد الحصول على حاجاته الأساسية في ظل بيئة القانون والنظام. وعندما يصل أي تجمع إنساني إلى مثل هذه الأمور يعم الاحترام والتقدير والتعاون والعمل الجماعي والمصالح المشتركة، وتصبح الحالات الخارجة على هذا العقد الاجتماعي مرفوضة ومنبوذة.
اليوم نحن في المملكة ما زالت تسيطر على البعض مصالح القبيلة والأسرة والمعتقد الفكري على مصلحة الوطن أو الجماعة.
ولولا القيم الدينية التي تجمعنا وتنظم الأخلاقيات والعلاقات والتعاملات لأصبحت هناك فوضى سلوكية، إلا أن بعض الناس مازال يعاني من تشوش وفوضى فكرية وسلوكية، ما بين تلك القيم والمصالح، وعندما يجد أي ثغرة قانونية ينحرف، فمن الممكن أن يقطع الإشارة أو يخالف الشارع أو يرمي القمامة من السيارة ويقوم بكثير من السلوكيات غير الحضارية والبدائية في حالة غياب أي رقيب سواء كاميرا أو رجل أمن أو رجل هيئة.
وفي الوقت نفسه يذهب ويصلي ويصوم!!! وكأن هذه الأمور أصبحت عادة قبل أن تكون عبادة وتحصينا ومعاملة ورقيبا ذاتيا، بل أصبحت روح المسؤولية والقيادة شبه مفقودة أو معلقة حتى إشعار آخر أو غير مفعلة على الأقل من باب تحقيق الذات والعيش في بيئة آمنة يحترم فيها كل شخص حقوق الناس في الشارع وغير الشارع.
www.aleqt.com/2010/07/12/article_417966.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|