سماسرة الحاجات
12-30-2011 05:07
ما شاء الله على بنوكنا أصبحت مفرطة السمنة من الودائع وزيادة رأس المال لدرجة أنها أصبحت مغصوبة على تمويل الناس العاديين وفتح حسابات لهم وإذا فيك صبر فما عليك إلا تكرار المراجعات والصبر مفتاح الفرج.
نحن نعلم أن البنوك تكتلات رأسمالية تدار وتفكر بشكل مختلف عن تفكير المواطن ذي الدخل المحدود وليس عندها استعداد لأن تشاركه معاناته وتدير فلوسه بالطريقة اللي تشوفها وتوقعك على أوراق طويلة عريضة لضمان المزيد من حقوقها، وتدفع أموالا لتعبئة محافظها وإذا هدأ السوق هدأت معه وتتفرج عليك وهي من أدارت فلوسك وإذا حاولت أن تفهم ما يجري فلن تجد من يشفي غليلك أو يعطيك الإجابة الحقيقية ولا تدري هل الموضوع موضوع تقاطع مصالح مع الهوامير أم سوء إدارة للمال وأخطاء يتم التغطية عليها المهم القانون لا يحمي المغفلين والمستغفلين.
بنوكنا من كثرة فهمها ما هي فاضية لنا وأصبحت تفرخ من المنتجات والبطاقات وتنسى وأحالت تسويق بعض منتجاتها إلى شركات تسويق، في الأسبوع يزورك ويتصل بك العديد من المندوبين وأغلبهم يسوق لنفس المنتج للإطاحة بالمزيد من الزبائن إذا ورطوا في عالم البطاقات الائتمانية تكشر البنوك عن أنيابها وتقطع عنك الماء والكهرباء والهواء وتقعد تسولف مع نفسك وأخيرا هي الخصم والحكم والله يخلف على راتبك وإذا أنت شاطر اطلب مخالصة فطلبك لابد أن يوقع عليه كل مديري الأقسام والشركات والمنظمات فهم في هذه الحالة الأمناء على أموال الغير وحشرك في القائمة السوداء بضغطة زر وإذا ما أنت راضي اشرب من موية البحر.
البنوك استغلت حاجاتنا ومطالبنا وأولوياتنا في أن نعيش حياة كريمة وجعلت المواطن بين مطرقتها وسندانها ومؤسسة النقد تعلم عن الكثير من تجاوزاتها وإبداعاتها ولكن ما دام واحد اشتكى فحماية المستهلك بالنسبة لها تأتي نتيجة لكارثة وليست لمنع كارثة.
الناس مخنوقة من ديون البنوك التي لم تحسن التعامل مع العميل من منطلق اجتماعي ولم تسهم في توعيته وإرشاده على الرغم من كونها بيوت خبرة مالية وفضلت التركيز على الإيقاع به واستغلال حاجاته ومطالبه وأولوياته ودفعت مقابل ذلك الملايين لتسويق أفكارها وأهدافها التي تريدها هي بمعزل عن المجتمع والأمن الاجتماعي والنفسي للفرد وفي نفس الوقت تريد أن تلمع نفسها إعلاميا بأنها تشارك بالتبرعات وتخدم المجتمع بتدوير فلوس المواطنين وإعادة الفتات في شكل تبرعات مرة أخرى.
www.aleqt.com/2008/07/28/article_13099.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|