أبو الشبابيك
12-28-2011 05:48
د. عبد الله الحريري
اليوم أغلب قواعد البيانات للهوية الوطنية جاهزة سواء معلومات شخصية أو اجتماعية أو ائتمانية حتى درجات الثانوية وما بقي غير الإرادة والحزم والمسؤولية لتنفيذ التعاملات الإلكترونية الحكومية وإعفاء الناس من العناء والتيسير عليهم من المشاوير والزحام والوقوف طوابير أمام شبابيك تسلم وتسليم المعاملات، خاصة أننا أمام مديرين يعشقون فتح مزيد من الشبابيك وفتح مزيد من صالات الانتظار وعشق رؤية الناس وهم يتزاحمون في وقت أصبحت التعاملات الإلكترونية فيه واقعا ممارسا وناجحا وتمهيدا لإعلان ولادة الحكومة الإلكترونية التي يريدها البعض أن تكون ولادة متعسرة ولكن في الآخر ستولد والله يعين فريق مشروع التعاملات الإلكترونية الحكومية (يسر) على ما واجههم من عراقيل ومقاومات وما قد يواجهونه فهم من سيقود التغيير إلكترونيا.
تدريس مادة الحوار والاحترام
أعتقد أننا بحاجة إلى تدريس مادة الحوار في المدارس لأنها هي التي تؤسس للتفكير العلمي والاحترام والتفاهم والتعايش البناء.
هناك مقولة تقول: "أنا أكسب وأنت تكسب أو لا تعامل بيننا" وقد تنفع في مجتمعات جمعتهم الأقدار والظروف ولكن قد لا تنفع في مجتمعات متجذرة مكانيا وثقافيا كمجتمعاتنا التي تعتبر التفاعل والتعامل والتراحم جزءا من التعاليم الدينية والاجتماعية... وفي هذه الحالة يمكن أن نقول "أنا أكسب وأنت تخسر أو العكس ولكن بيننا حوار واحترام"، المهم في مثل ثقافتنا أن نكرس مبدأ الحوار والاحترام كمهارات يتم تأصيلها بين أفراد المجتمع عبر وسائط التعلم لأنها تعزز القيم الإيجابية بيننا وتقلل من المظاهر السلوكية السلبية كالمعاداة والتنافر والعدوان والخلافات غير الحميدة... فيمكن أن نختلف ولكن لا يعني أن نفترق أو يكره بعضنا بعضا.
الطبخ على المكشوف
يوجد لدينا مسؤولون يكرهون ويقاومون إلزامهم بأوقات محددة للمشاريع، سواء ما هو مكتوب في ورق المنافسات التي لا أحد يعلم عنها.وقد اتصلت بكثير منهم وطلبت منهم وضع لوحات إلكرتونية تحصي ساعات إنجاز المشروع كما حصل في جدة وأيضا تكلفة المشروع ومدة العقد ومعلومات عن الشركة المنفذة والاستشاري أيضا اسم المهندس المشرف على المشروع من قبل الجهة الحكومية وأرقام التواصل ولكن لا حياة لمن تنادي فالعملية بالمختصر المفيد خوف من المساءلة والالتزام والمسؤولية وأن هذا يعني الشفافية التي ستجعلهم يعملون أكثر ووضعهم تحت المجهر ومحاسبة الناس بعد الله ... هم لا يريدون أن يعرف الناس أي شيء وكيف ومتى وأين يعملون، يريدون أن يطبخوا الطبخة بعيدا عن أعين الناس ويخرجونها بالطريقة التي يرون مع العلم - وهذه - جملة اعتراضية - أن أمانة مدينة الرياض منعت المطاعم من الطبخ في غرف مغلقة وبعيدا عن أعين الناس من أجل الصحة للجميع وأترك لكم البقية لمزيد من التحليل والتفكير..
إذاً لماذا التردد؟
الملك طلب من المسؤولين الرد على وسائل الإعلام بما ينشر من ملاحظات وانتقادات تخص مؤسساتهم وأن عليهم ألا يخفوا الحقائق وأن يكونوا واضحين وصادقين مع الناس.
وهذه قمة تقدير الملك واحترامه لشعبه وشفافيته فماذا يا ترى سيكون تفاعل المسؤولين مع أمر الملك ولماذا يخافون من الصحافة والإعلام ما داموا واثقين بعملهم وأن ما يقدمونه يرضي الله ورسوله؟
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|