|
فتح عينك أنت سعودي
12-30-2011 06:31
صاحبنا سراج الدين هندي الجنسية يعيش في السعودية منذ أكثر من 15 عاماً أتى بمهنة محاسب وشاف أن العملية ما تؤكل عيش وأصبح كفيله صاحب ورش الحدادة، والألمنيوم أن يدخل معركة تصنيع شبابيك الألمنيوم ويقوم هو بكل شيء، وبدأت المقاولات تنهال عليه لدرجة أن الزبون يحتاج إلى مواعيد بالأشهر في ظل الإقبال على البناء .. المهم أن صاحبنا قلبها يمين ويسار وبعد دراسة مستفيضة لحركة النصب والاحتيال في السوق والنمو المتسارع في تلك الحركات والتسهيلات الممنوحة للنصابين والبيئة الرائعة المستقطبة لهم وأن أي شخص من أولئك يمكن أن ينصب قانونيا وبالأوراق والمطبوعات وبختم الكفيل وحتى العناوين والصور الشخصية موجودة, وإذا قرر الرحيل فما عليه إلا أن يتمسكن ويتمكن من كفيله بعد أن يقدم له المعلوم ليحصل على الخروج والعودة وعليها بوسة.
وعلى ضوء ذلك قال سراج الدين لنفسه ما دامت الأمور ضايعة والشرطة مشغولة بأمور أخرى ليش ما يسوي عملية تسويق مكثفة ويربط مع أكثر من شخص يريد أن يعمل الشبابيك والأبواب ويأخذ منهم مبالغ مقدمة ويوقع معهم عقود على أوراق وختم كفيله المتذاكي وبعدين يشوف أقرب طائرة تصحبه وأسرته المصونة والمبالغ التي جمعها والثقة الممنوحة له من الناس لأنه مسلم وله في السعودية سنوات .. إلخ، وإذا وصل الهند ضمن الأمان وعلى ما قال الإخوة المصريين "يبقى يأبلوني".
الظريف في الأمر أن المعلومات التي أكدت أنه نصاب ومحتال عرفها الجميع من زملاء مهنته مع ابتسامه وهزة رأس وعبارات "هذا يا مدير علي بابا أنت مو معلوم"، وطبعا في قرارة نفسه كل واحد يتمنى أن تحان له الفرصة ما دام الدرعى ترعى وأمور النصب ميسرة فالقانون لا يحمي المغفلين ولكن يحمي الأذكياء والمتذاكين؟
طبعا هذه أمور ستصبح مع الوقت منطقية، فمن أمن الملاحقة والعقاب بدون شك سيسيء الأدب وما هو أكثر من ذلك، وما دام سفاراتنا والجهات الأمنية وسفارات بلادهم لا تهتم بتلك المواضيع فماذا تتوقع من سوق الجريمة المستوردة، فنحن من استقدمهم واستقدمنا معهم جميع سلبيات بلادهم وعززنا لديهم سلوك الجريمة وما نخشاه أن تتفاقم الأمور إلى الأسوأ في ظل عدم وجود قوانين واضحة وآليات للملاحقة القانونية فعالة، ونحن نعلم أن المواطن السعودي بمجرد أن يشك به في أي دولة يتم ملاحقته حتى لو دخل في جحر ضب، وبالتهمة يسجن.
www.aleqt.com/2008/09/08/article_13513.html |
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|
0 | 
0 | 
302