كيف تنتهي لغة كيف وماذا نستفيد؟!
12-30-2011 07:30
اليوم ماليزيا وبدأت تلحق بها تركيا ودول أخرى في الطريق، بدأ نورها يسطع كدول متميزة باقتصاد قوي ونمو في شتى المجالات لتصبح على خريطة التنافسية العالمية، حتى إننا في المملكة أصبحنا نعتبرها نموذجا يقتدى به، بل إن الكثير من الدراسات والأفكار والزيارات الحكومية تعتبر هذه الدول من المراجع المهمة التي يجب الرجوع إليها.
المهم.. إن إعادة الهيكلة في القطاعات كافة في تلك الدول كانت تسير على خطى مدروسة وسريعة وبمثابة نقطة تحول تفاعل معها جميع مكونات المجتمع في تلك الدول، ما ساعد على النهضة السريعة لديها، ولم يكن الحراك الأساسي لهذه النهضة السريعة فائضا ماليا أو موارد طبيعية كالنفط، بل كانت الموارد البشرية المحور الرئيس الذي جلب الموارد لهذه الدول، وكانت الإرادة والمسؤولية والإخلاص والنزاهة والعمل بروح الفريق الواحد هي الأدوات التي صنعت المعرفة والسلوك الإيجابي والإنتاجي.
في بلدنا نملك الموارد المالية والطبيعية وعددا قليلا من البشر وقيادة واعية مستنيرة مخلصة ومُصلحة، ولكن ما زالنا نتعثر في أغلبية أمورنا، وكل واحد يعمل وحده، ونتجادل في أمور سطحية ونترك الأساسيات، ومشغولون بما نأكل ونلبس ونركب وغلاء الأسعار.. وأغلبية المشاريع والأفكار عندما يخطط لها وتنفذ تفوح منها رائحة الأمجاد والثراء والمصالح الشخصية، وإذا لم توجد مصلحة شخصية ضعفت وذهبت الإرادة والمسؤولية والرقابة والتنسيق واستعيض عنها بالمبررات والمقارنات.
واليوم أصبح همنا كيف تستوعب الجامعات أكبر عدد من خريجي الثانوية وأهملنا المخرجات والبحث العلمي وجودة ونزاهة وكفاءة القوى البشرية.
نحن لا نعمل كفريق واحد من منطلق المسؤولية الجماعية، بل من خلال التبرير بالمسؤولية التخصصية من منطلق هذا ليس من اختصانا، ونجد أنفسنا في آخر المطاف أمام مشكلة ليست من اختصاص أحد، لذلك تزيد وتتعثر المشاكل والأمور التي لا تُحل ونجلس سنوات دون حلول، لذلك زادت المطالبات بإنشاء الهيئات كحل سريع لضعف أداء الوزارات، ولأن الهيئات في الغالب لا تلم في مجالسها هذا الشتات، وأذكر عندما سئل الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة لماذا لا تتحمس لتحويلها إلى وزارة فقال إنها كهيئة أقوى من حيث التنسيق والإرادة، لأن لها مجلس إدارة من جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة.. وفي ضوء ذلك نجد على سبيل المثال الناس يشتكون من حماية المستهلك لأنها وكالة في وزارة وستبقى ضعيفة الإمكانات والتنسيق والفعالية ولن تنتهي شكوى مسؤوليها وشكوى الناس من ضعف دورها حتى تتحول إلى هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية وبآلية مختلفة.
أعتقد أنه إذا ما دامت المواطنة تُقدَّم على شكل أفكار واشتراطات كيف وماذا ومتى نستفيد وبنرجسية وتمركز حول الذات، فلن تكون هناك مسؤولية وجودة ونزاهة واستفادة من الوقت، وبالتالي لن تكون هناك نهضة وتقدم ومنافسة، وسنظل نراوح مكاننا والآخرون يجرون إلى الأمام، وسنجد أنفسنا أمام مستوى متواضع من الرفاهية بمفهومها الشامل ومستوى عال من الإحباط والهدر للموارد.
وأخيرا، فمن تعريفات المنظمة الدولية للفساد وهو عكس النزاهة (بأنه إساءة استعمال السلطة التي أؤتمن عليها لتحقيق مكاسب شخصية).
www.aleqt.com/2011/08/22/article_572060.html
|
خدمات المحتوى
|
د. عبدالله الحريري
تقييم
|