كيف يحاسبون؟!
12-30-2011 07:34



هناك جملة من القضايا الماثلة لكل مواطن، والمشاهدة في معظم المدن صغرت أم كبرت، وهي سوء الصيانة للمشاريع والطرق، فضلا عن استفهام كبير جدا حول السر في إعادة حفر الشارع الواحد خلال العام عدة مرات في مشاريع متعاقبة تبدأ ولا تنتهي في سلسلة من الحفر والردم وإعادة التعبيد والرصف ثم مرة أخرى الحفر، وهكذا... هذه المشاهد باتت مألوفة ـــ مع الأسف.
لكن الذي يثير فعلا الحيرة أن عددا من مسؤولي أمانات المدن خاصة من يقوم بإدارة جهاز الصيانة والمشاريع في تلك الأمانات، بات التساهل والإهمال عنوانا واضحا في إداراتهم؛ فلا مراقبة للمشاريع التي انتهت وانتقلت تحت مظلة الصيانة، العدوى طالت حتى الشركات المسؤولة عن صيانتها، فالأرصفة تتلف والشوارع مهترئة وتنتشر فيها الحفريات، وأعمدة الإنارة لا تضئ في بعض المواقع ... وغيرها وغيرها من تدني مستوى الصيانة. ويمضى أسبوع وراء الآخر وشهر يأتي بعده شهر وإخواننا نائمون، وكأن الموضوع لا يعنيهم، أو كأنهم غير مسؤولين عن مثل هذا الخلل!
لماذا إذن تم التعاقد مع شركات صيانة يصرف لها الملايين ونجد هذا الأداء المنخفض المتواضع؟ لماذا نلاحظ كمواطنين أن الإشراف الميداني شبه غائب؟ الأشد غرابة بالنسبة لي أن أغلبية مسؤولي الأمانة وخاصة من يقومون بالإشراف على إدارات المشاريع والصيانة، يعبرون تلك الشوارع المشوهة أو تلك التي فيها مخالفات وتعرجات، عدة مرات، إذا لم يكن يوميا فعلى الأقل أسبوعيا، بل يعلمون عنها فهم أولا وأخيرا من أبناء المجتمع ويعيشون بيننا. ثم تكون ردة فعلهم التجاهل وكأن الموضوع لا يعنيهم لا من قريب أو بعيد، فماذا نسمي هذا؟ وكيف يحاسبون على إهمالهم وعدم مبالاتهم؟!! لا أريد أن أقول من أمن العقوبة أساء الأدب، ولكن فعلا هؤلاء يسيئون لوجه مدننا الجميلة، ويسيئون لكل جميل يبذله المخلصون في تلك الأمانات وما يسعون لتحقيقه وإنجازه، وفي هذه المراجعة لا أريد أن أغفل جوانب مشرقة لمشاريع تنموية كان مردودها على المواطن وتصب في خدمته وسعادته، ولكن إذا عانت تلك المشاريع من عدم الرعاية والجودة والصيانة الوقائية فإنها ستهلك مبكرا وتشيخ قبل أوانها، وهذا هو الهدر بعينه.
أكثر الأمانات تعاني مشكلات تمكين العنصر البشري وانتشاله من الإحباط وبالتالي اللامبالاة، إلى التحفيز والدعم المادي، فكادر المهندسين ما زال يطبخ، إلى متى؟ ودعم المراقبين وتحسين كادرهم ودعمهم بالعلاوات التي تدعم تحركهم الميداني والوقوف ضد تجاوزات شركات الإنشاءات والصيانة. وكثرة الحديث عن وطنيتهم لا يكفي أمام معاناتهم المعيشية وحجم المسؤولية، فتحركهم الإيجابي سيوفر على الوطن كثيرا من الهدر المالي، وهو ما يفضل أن يتحول إلى دعمهم ثم مساءلتهم فهم يستحقون كل خير ويجب ألا نتركهم أمام الإغراءات من ضعاف النفوس.

www.aleqt.com/2011/04/25/article_530928.html

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 322


خدمات المحتوى


د. عبدالله الحريري
د. عبدالله الحريري

تقييم
2.75/10 (19 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.